أحبائي في المسيح في البداية اود ان اشكر الرب على فرصة المشاركة معا في سر الأفخارستيا الذي هو ملء الشركة التي توحد بيننا،والذي يجعلنا جسدا واحدا في المسيح، كل منا في ثقافته طقوسه  المتنوعة والغنية . واشكر أيضاً  هيئة ميسو على هذه الدعوة الكريمة للوفد المصري للمشاركة في هذا الشهر الخاص بيوم الرسالة . وان تخصص هذه المرة من اجل مصر. 

أحبائي، منذ لحظات استمعنا الى قراءات اليوم وهي ماىحدث ليونان النبي ورد فعله امام دعوة الرب له من اجل توبة  نينوى وخلاصها . والقراء الثانية من انجيل لوقا عن موقف  مريم ومرثا حيث يسوع مدعو كصديق للعائلة. كل من مارثا ويونان يلوم الرب على موقفه ، يونان يرى ان الله يجب ان يمحو نينوى ولا داع بتضييع الوقت. اما مارثا تتشكى  من موقف اختها التى جلست تستمع الى كلام يسوع  لا بل وتلوم المعلم بانه لا ينتبه ان أختها تركتها وحيدة للعمل وهي جالسة وهو لا يقول لها شئ. ها هما يونان ومارثا مثل للإنسان الذي يحاول ان يملي على الرب مشيئته وفكره الخاص، ويحاول ان يجعل الرب محققا لبرنامجه ومشروعه ويريد فقط موافقة وبركة الرب لهذا المشروع.  وبخ الرب يونان وكشف له كيف انه يهتم ويحب شعبه. وكذلك وبخ يسوع مارثا على انها تهتم بأمور كثيرة ونسيت االاهم والأساس .

أحبائي  بالرغم من كل هذا مارثا أصبحت قديسة والكنيسة تكرمها وكذلك يونان صار ضمن الانبياء  لماذا؟ قد يكون لانهما قبلا توبيخ الرب لهما. أحبائي  هل نحن مستعدون اليوم مثل مارثا ومثل يونان النبي ان نستمع  لتوجيهات الرب لنا لا بل ايضا توبيخه. وهذا يجعلنا أكثر واكثر نكتشف مشيئته القدوسة، وكيف انه اب  يحب ابناءه ويريدهم دائماً افضل فلا يبخل عليهم باي شئ . هكذا فعل الله ويفعل معنا. احبنا إلى ان أعطانا ذاته  وروحه القدوس. هذا الحب المجاني وهذه الرحمة الأبدية تحثنا ان ان نخرج من ذواتنا  والاكتفاء بأنفسنا وان نذهب تجاه الآخر كي نشهد له بهذا الحب وان نحبه عمليا، فيومن بامكانية حياة جديدة بطبيعة جديدة على صورة المسيح القائم. وها هي الرسالة التي نحتفل بها اليوم ٠

ها هو يوم الرسالة العالمي الذي بسببه نحن مجتمعون كي نعلن أولا حب الله لنا ونجسده للآخرين . هذه الرسالة بلا حدود ، للجميع، وهذا ما كان على يونان ان يتفهمه مع الوقت. فيونان هو نبي لأقصى وابعد الحدود. ونحن اليوم كل منا في مكانه في حياته، مدعوين لهذه الرسالة. افكر الان في بلدي الحبيب مصر، والذي هو غالي على كثير منكم، كم هو في احتياج اليوم إلى هذه الرسالة، إلى إعلان محبة الله المجانية ورحمته ، أمام كل هذه الأحداث الدموية والإرهابية. من يستطيع ان يحول هذه الدموع والتي تنغمر من عيون كثير من بيوتنا المسيحية وغيرها إلى تعزية وسلام؟ من يستطيع ان يحول هذا الحقد والرغبة في الانتقام إلى مصالحة وحب؟ من يستطيع اان يحول  دماء هؤلاء الشهداءالى  بذور إيمان وشهادة للحياة؟ من؟ هو نفسه الذي استطاع ان يحول المياه إلى خمر. ان يحول ما هو عادي إلى فرح. يسوع المسيح. وهو يدعونا ان نكون رسله الى كل انسان، ولكن نحتاج اولا ان نجلس تحت قدميه، ونستمع له، فهو القادر ان يحول واقعنا إلى خمر جديد، فرح حقيقي وحياة لها معنى وتساعد الاخرين ان يجدوا لحياتهم معنى.

 لنصلي اليوم من اجل العالم كله ومصر وكل الشرق الاوسط وكل البلاد التي تعاني من الحروب والصعوبات، كي يرسل الرب رسلا يمنح من خلالهم خلاصه وحبه وسلامه. أؤكد لكم صلاة كنيستنا القبطية الكاثوليكية لكم جميعا، ليمنحكم  الرب كل النعم ويعوض تعب محبتكم بكل فرح القلب والصحة والبركات.