استهل الحفل بكلمة ترحيبية القاها الأمين العام قدس الأباتي انطوان خليفة أشار فيها الى ان سبب هذا اللقاء وحفل التدشين هو ما ورد في رسالة صاحب الغبطة الأولى شركة ومحبة وفيها:" لقد تم انشاء امانة عامة ومكاتب ادارية لتجسيد الشركة والمحبة وتنفيذ توجيهات الكرسي الرسولي وتوصيات المجمع البطريركي الماروني على مستوى لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار وما يقرره سينودس اساقفة الكنيسة المارونية و متابعة تطبيق المقررات والتوصيات الصادرة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان بالتعاون مع اللجان المنبثقة منه وعن مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ومجلس كنائس الشرق الأوسط." واعتبر الأباتي خليفة ان "هذا الإحتفال مراياه مثلثة في لؤلؤة الكنيسة، فكيفما انظر ارى انعكاس الروح يطغى وحيث يهب الروح فالنعمة اقوى لذا أنا كما الحاضرون أخشع واشكر واصلي."
ثم عرض رئيس المركز الماروني للتوثيق والأبحاث المطران سمير مظلوم "لأبرز المحطات التي مرّبها المركز منذ تأسيسه، ولأهم الاعمال التي يقوم بها من تنظيم للندوات، ونشر للدراسات والكتب حول مواضيع تهم حياة لبنان والموارنة ومستقبلهم، وابرزها اصدار شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان والتي كان لغبطة البطريرك الراعي الفضل الأكبر في كتابة نصها واعدادها مع لجنة استراتيجيات." ولفت الى "انضمام عدد كبير من المفكرين الى المركز لأنهم غيارى على شؤون الكنيسة المارونية و على دورها في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط والعالم." وثمّن مظلوم "رغبة البطريرك الراعي بان ينضم الى هذا المركز مكاتب الدائرة البطريركية التي انشأها لتفعيل عمل البطريركية وتوسيع مجال الشركة والمحبة الى كل قطاعات الحياة الكنسية والوطنية مرحبا بهذه المبادرة و آملا ان يكون التعاون والتكامل بين المؤسستين على اكمل وجه لإظهار وجه الكنيسة الجميل وتكون خدمتنا اكثر فاعلية وشهادتنا اصفى وانقى."
بدوره اعرب المطران كميل زيدان رئيس اساقفة انطلياس والرئيس السابق للمركز عن شكره العميق لمباركة غبطة البطريرك للمركز و لمبادرة الدكتور نزار يونس لتأهيل المبنى وقال" لقد سلمت الوديعة للخوراسقف سعيد سعيد واعلن عن ثقتي بان المدير الجديد سيعمل بكل ما وهبه الله من طاقة من أجل استمرار المركز وتطويره. ودعا زيدان جميع الغيارى على مستقبل الكنيسة والمجتمع الى الإلتفاف حول المركز ودعمه نظرا للدور المحوري الذي يستطيع ان يلعبه في فهم تاريخنا."
وأشار النائب البطريركي العام والمشرف على اعمال المكاتب المطران بولس صياح الى "اننا نبدأ مرحلة جديدة من العمل في الإدارة البطريركية، إذ ندشّن بناء جديداً يجمع في مقر واحد المكاتب الأساسيّة التي تعمل في خدمة البطريركيّة علميّا و ثقافياًّ وروحيًّا واجتماعيًّا وإنمائياً. هذا تنظيم أساسيّ عملتم يا صاحب الغبطة في سبيل تطويره منذ البدايات الأولى لتولّيكم سدّة المسؤوليّة في البطريركيّة.وتابع:" نحن ما زلنا في البدايات، ولكننا نعاهدكم يا صاحب الغبطة، أن نعمل جاهدين في كل من هذه المكاتب كي نجسّد الرؤيا التي رسمتم استناداً إلى المجمع البطريركي بنوع خاص، والتي تشمل لجنة المجمع البطريركي الماروني ولجان رعاية شؤون العائلة والشبيبة والمرأة والشؤون اللّيتورجية، بما فيها والجوقة البطريركيّة، والحوارات المسكونية والمسيحية – الإسلاميّة بما أنها تشمل أيضاً العمل الإجتماعي والانمائيّ، وشؤون الإنتشار، والدعم والتطوير، وشؤون الكهنة، والعلاقات بين الابرشيات والرهبانيات وشؤون الإرث الثقافي والممتلكات الثقافية في البطريركية، والعلاقات الداخليّة والخارجيّة مع مؤسّسات الدولة اللبنانيّة وسفارات الدول المعتمدة في لبنان."
ثم كانت كلمة صاحب الغبطة البطريرك الراعي التي وجه فيها تحيات شكر وتقدير لكل من عمل وساهم في تأهيل المركز البطريركي الماروني للتوثيق والأبحاث الذي يستضيف اليوم مكاتب الدائرة البطريركية عارضا للغاية من تأسيس هذه المكاتب وهي توطيد اواصر الشركة والعمل المجمعي بدافع من الروح القدس . وجاء في كلمته:"
. يسعدنا أن ندشّن اليوم مكاتب الدائرة البطريركية في هذا المبنى المخصّص في جزء منه للمركز البطريركي الماروني للتوثيق والأبحاث. ولا يسعني إلّا أن أوجّه كلمة الشكر والتقدير لرئيس هذا المركز سيادة المطران سمير مظلوم نائبنا البطريركي، ولمديره العام السابق المطران كميل زيدان، والمعاونين والعاملين فيه والخبراء ولجنة الاستراتيجيات. وأشكر بنوع خاصّ سيادة المطران كميل على سنوات خدمته المميَّزة وعلى إشرافه على تأهيل هذا المبنى لاستضافة مكاتب الدائرة البطريركية. ونتمنّى النجاح لخلفه الخوراسقف سعيد سعيد. ولا بدّ من تجديد الشكر الكبير لكل من ساهم في تجهيز واعداد هذا المبنى ولا سيما للسيّد نزار يونس الذي بسخائه المعهود تحمّل نفقات هذا التأهيل ونسأل الله أن يكافئه وعائلته بفيض من نعمه وبركاته الروحية والزمنية. ونشكر القيّم البطريركي الخوراسقف جوزف البواري الذي انتقى وأمّن فرش المكاتب بالأثاث اللازم من الكرسي البطريركي ووفقاً للتوجيهات.
2. إنّ مكاتب الدائرة البطريركية وأمانتها العامّة، التي تعمل بإشراف نائبنا البطريركي العام، المطران بولس صيّاح، وبإدارة الأمين العام الأباتي أنطوان خليفه، قد استحدثناها لتكون التعبير عن المجمعيّة والشّركة في كنيستنا البطريركيّة المارونيّة، والم مارسة لهما. غايتها التواصل بين البطريرك، الأب والرأس، ومكوِّنات الكنيسة المارونيّة في لبنان والشّرق الأوسط وبلدان الانتشار، على مستوى التّوجيه والتّنسيق والتّطبيق. وبدأت هذه المكاتب عملها، ملتمسةً شيئاً فشيئاً إطار خدمتها ومساحتها، ونحن في صدد وضع قانونها الداخلي.
3. لقد ترك لنا المجمع البطريركي الماروني الذي انعقد ما بين 2003 و2006 معيناً كبيراً من التعليم والتوصيات في نصوصه الثلاثة والعشرين، وأقسامه الثلاثة:
هويّة كنيستنا المارونيّة ودعوتها ورسالتها (الجذور)، التجدّد الراعوي والروحي في هيكليّاتها وأشخاصها ومجالاتها الراعوية (الحاضر)، والكنيسة المارونيّة في عالم اليوم (المستقبل). عالجت هذه الأقسام جميع المواضيع التي هي من اختصاص كنيستنا وحياتها ورسالتها في لبنان والشّرق الأوسط وبلدان الانتشار.
ويُضاف على أعمال المجمع البطريركي الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، الذي يقتضي خطّة تطبيقيّة، فضلاً عمّا يصدر عن الكرسي الرسولي من وثائق توجيهيّة، وعن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ولجانه، وعن مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وعن سينودس أساقفة كنيستنا.
4. هذه كلّها تستوجب وجود دائرة في الكرسي البطريركي مشكلَّة من مختلف المكاتب من أجل تنسيق الأعمال التطبيقية، ومتابعتها، وتوجيهها، بالتعاون الكامل مع السادة المطارنة في أبرشياتهم، والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في رهبانياتهم، بحيث نكون كنيسة واحدة متنّوعة وغنيّة بمكوناتها، تعمل بروح ومبادئ الشركة والمجمعيّة. لا تنحصر مكاتب الدائرة في إطار قانوني إداري بحت، بل تتعدّاه إلى أصلها ومصدرها. أعني إلى المسيح الربّ الذي أسّس الكنيسة، جماعة إيمان ومحبّة منظَّمة، ذات طابع تراتبي، وسلّمها خدمة إعلان الإنجيل إلى الخليقة كلّها، وتوزيع نعمة الأسرار الخلاصيّة، ورعاية الجماعة بشركة المحبة، وتكون جسده السرّي المتنوّع الأعضاء والمواهب والخِدم، كما يصفه القديس بولس (1 كور12: 4-10). البطريرك "كأب ورأس" مسؤول مع مجمع المطارنة عن الأمانة لهذه الخدمة وحسن القيام بها في كلّ مؤسسات الكنيسة المارونية وهيكلياتها ولدى أشخاصها.
غاية مكاتب الدائرة البطريركية السعي، من خلال تنوّع الاشخاص والمواهب والمؤسسات والهيكليات، إلى توطيد أواصر الشركة، والعمل المجمعي، بدافع من الروح القدس الذي "يقود الكنيسة إلى الحقيقة كلّها" (يو 16: 13).
فيُطلب من كلّ أبناء كنيستنا وبناتها والمؤسّسات والهيكليّات العمل بروح المسيح، والانخراط المشترك في مسيرة الكنيسة، على قاعدة الوحدة في التنوّع، ملتزمين بخدمة الإنجيل ووحدة التعليم والشركة الكنسيّة كوسيلة للاتّحاد بالله والوحدة بين جميع الناس.
5. وكون الكنيسة أمّاً ومعلّمة، فإنّنا نتوخّى، من خلال الشركة والمجمعيّة، وحسن التعاون والتشاور والتنسيق، أن تكون كنيستُنا مثالاً لأبنائها ولسائر المواطنين في بنيان الوحدة الاجتماعيّة والوطنية. إنّ مجتمعنا اللبناني ومجتمعاتنا المشرقيّة بحاجة ماسّة إلى روح الشّركة على أساس من الثقة المتبادلة، والنظر إلى الآخر المختلف كقيمة مضافة في النسيج الاجتماعي والوطني.
هذه هي ابعاد مكاتب الدائرة البطريركيّة والهيكليّات والمؤسّسات الأخرى التابعة للبطريركيّة القائمة والعاملة في مختلف القطاعات. نسأل الله أن يباركَها ويباركَ جميع العاملين والعاملات فيها. ونضعُها كلَّها تحت حماية أمِّنا مريم العذراء أمِّ الكنيسة وسلطانة الرسل.
كافأكم الله جميعاً بفيضٍ من نعمه وبركاته.
وفي الختام بارك صاحب الغبطة المكاتب الجديدة برش الماء المقدسة بعد ان رفع صلاة خاصة للتبريك.