بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 19 مارس 2008 (Zenit.org). – "الحب أقوى من البغض، لقد انتصر وعلينا أن ننضم إلى انتصار الحب هذا"، بهذه الكلمات دعا الأب الأقدس بندكتس السادس عشر المؤمنين إلى الولوج في التأمل بسر المسيح الفصحي الذي ليس حدثًا ضائعًا في التاريخ بل هو حدث آني يمكننا عبر التفكر به أن نؤجج الرجاء في قلوبنا فنؤمن إيمانًا وطيدًا بأن انتصار يسوع على الخطيئة والموت يمكن أن يصبح انتصارنا إذا آمنّا به.

وقدم البابا تأملاً عرض فيه العناصر الأساسية للأيام التي تعرف بـ "ثلاثية الفصح" والتي هي استعداد مكثف للاحتفال نهار الأحد المقبل، بـ "الفصح الحق، الذي وشحه دم المسيح بالمجد، الفصح الذي تحتفل فيه الكنيسة بالعيد الذي هو أساس كل الأعياد".

في الخميس المقدس – شرح أسقف روما – تذكر الكنيسة العشاء الأخير الذي فيه أسس الرب، عشية آلامه وموته، سر الافخارستيا وسر كهنوت الخدمة. في تلك الليلة ترك لنا يسوع الوصية الجديدة، وصية الحب الأخوي. كما ويتذكر المؤمنون غسل الرب لأرجل التلاميذ، ويكرمون سر الافخارستيا عبر إقامة سهرة صلاة وسجود للقربان المقدس المصمود "لكي يعيشوا من جديد بشكل حميمي أكثر نزاع يسوع في الجتسماني".

وفي الجمعة المقدسة يتذدر المؤمنون آلام وصلب وموت يسوع. وأوضح البابا أن الجماعة المسيحية تجتمع في هذا اليوم "للتأمل بسر الشر والخطيئة الكبير الذي يثقل على البشرية، وذلك لكي تتأمل، على ضوء كلمة الله وعبر العلامات الليتورجية المؤثرة، بآلام الرب التي تكفّر عن الشر".

أما السبت المقدس فيتميز بصمت عميق. "تكون الكنائس مجردة وخالية من كل السمات الليتورجية. يلازم المؤمنون الانتظار عبر الصلاة والتأمل منتظرين حدث القيامة العظيم".

وأوضح بندكتس السادس عشر أن "هناك حاجة ليوم صمت للتأمل بواقع الحياة البشرية، وبقوى الشر وبقوة الخير العظمى التي انبثقت من آلام وقيامة الرب. تحتل أهمية كبرى في هذا النهار المشاركة في سر المصالحة".

ثم أضاف متحدثًا عن "عشية الفصح"، التي تهيئنا للأحد الأهم في التاريخ، أحد فصح الرب. وفي هذه العشية "تسهر الكنيسة إلى جانب النار الجديدة المباركة وتتأمل الوعد العظيم الذي يتضمنه العهدان القديم والجديد، وعد التحرير النهائي من عبودية الخطيئة والموت القديمة. في ظلام الليل تتم إضاءة شمعة الفصح من النار الجديدة، رمزًا للمسيح الذي يقوم بالمجد".

وفي الختام دعا الأب الأقدس المؤمنين إلى أن يوقنوا أن "تذكّر أسرار المسيح يعني أيضًا أن نعيش التزامًا عميقًا ومتضامنًا مع حاضر التاريخ، مقتنعين بأن ما نحتفل به هو واقع حي وآني"، ودعا المؤمنين إلى أن يحملوا في صلاتهم "مأساوية الوقائع والحالات التي تقض في هذه الأيام مضجع الكثير من إخوتنا في كل أنحاء العالم" مؤمنين أن "الحب أقوى من البغض، لقد انتصر وعلينا أن ننضم إلى انتصار الحب هذا".