Messe à Sainte Marthe © LOsservatore Romano

اسْتِعْدَادُ الصَّوْمِ أحد الأبانا والكنوز

يأتي استعداد الصوم كمحطة للرفاع ، لرفع الاهتمام باستعداد لدخول ميدان طلب بر الملكوت، وهو استعداد حربي على (جبل تجربة الحياة) نرفع فيه حياتنا بجملتها لنعيش حياة البر الحقيقي الذي ينحصر في طاعة الوصية الإلهية؛ حيث أن الله مخفي في وصاياه ، وتبعيته تأتي مع ( الكنيسة) ضمن جيش الصوامين المجندين له من دون ارتباك؛ ليحيوا فيما تجندوا له من غير انقسام؛ رغم كل الظروف، وهو ما تم التعبير عنه بإعلان “احترزوا من أن تصنعوا” أعمال التقوى الحقة من (صوم وصلاة وصدقة)؛ طلبًا للمجد الفارغ والشهرة والنجومية ، لأن عبادتنا ليست تمثيلاً ونظارة أو فُرجة مسرحية؛ كي ينظرها الناس، فنفقد أجرتها وبركتها وقيمتها الروحية العملية .

الصَّوْمُ الكَبِيرُ (رؤية آبائية)

الصوم المسيحي لا يقف عند الانقطاع عن الطعام، لكنه صوم يتجه نحو الحواس والقلب، صوم الكيان بجملته، للتطلُّع ناحية الله بعيدًا عن مجاذبات المادة والتراب. لقد صام المسيح بنفسه لكي يعلمنا الصوم، صام وهو غير محتاج لأن يصوم، لكنه وضع لنا طريقة الصوم لكي نسلكها في رحلتنا الأبدية، نقتفي آثاره وهو يتقدم كل الصوَّامين في هذا الموكب النسكي. ننال به الشبع وظفر الغلبة… صام المسيح مخلصنا قبل بدء خدمة الخلاص والفداء العلنية، لكي يرشدنا إلى البداية، التي هي بمثابة درس تعليمي لكل من يريد أن يخطو الخطوة الأولى في طريق الجهاد الروحي.