قد يكون أبرز ما عُرفت به القديسة مريم ليسوع المصلوب، هو استسلامها المطلق للروح القدس، حتى انّ البابا بولس التاسع تكلّم عن الروح، بتعاليمها وارشاداتها.
والتعبد للروح القدس لم يكن شائعا في وقتها. ولكن كانت بصمة المعلم الإلهي على حياتها الروحية و نموّها في النعمة أكثر من واضحة. فتوصلت لقناعة صلبة أن الروح القدس المعزي، هو الجواب لحاجة الكنيسة. فأرسلت عريضة إلى البابا بيوس التاسع تطلب منه أن يحرص على تنمية عبادة أكبر و أشمل للروح القدس داخل الكنيسة. لا أحد يعلم ما كان رأي البابا في الموضوع أنذاك، ولكن بعد 20 عاماً قام البابا لاوون الثالث عشر بإصدار منشور باباوي لعبادة الروح القدس "البارقليط".
و اليوم في تقديس وردتنا المشرقية ، نُعيد توجيه تمني الرب، عبرها، لجميع الكهنة... يقول :
"ينبغي أن يُطلب من كل كاهن في العالم أن يقدم قداس واحد في الشهر، مكرس خصيصا للروح القدس. وكل من يشارك فيه سوف يتلقى نعم خاصة وأنوار ... وكل كاهن ينشر هذه العبادة سوف يحصل على أنوار و هو يتحدث عنه للآخرين "
هي دعوة قد يكمن بإستجابتها نِعَم روح الرب وأنواره التي هي، وحدها ، قادرة أن تبدد ليلنا الطويل...