وأشار الأب الأقدس إلى أن عدم المساواة والفقر يهددان الديمقراطية الشاملة والتشاركية التي تفترض على الدوام نظامًا اقتصاديًا وسوقًا متساويين دون تهميش أحد وقال: لقد أردت من خلال الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" أن أشير إلى ثلاثة عناصر أساسية من أجل الإدماج الاجتماعي للأشد عوزًا ألا وهي التعليم والرعاية الصحيّة والعمل من أجل الجميع، إنها عناصر جوهرية من أجل النمو وتوزيع الخيور بشكل متساوٍ، ولبلوغ عدالة اجتماعية وممارسة الحياة السياسية بحرية ومسؤولية.
أضاف الحبر الأعظم يقول: من الأهمية بمكان الحفاظ على الاهتمام بالفقراء والعدالة الاجتماعية، وأشار إلى أن الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة" تحثنا على النظر إلى المسالة الاجتماعية الحالية كمسألة بيئيّة، وخصوصًا لأنها تشدّد على العلاقة بين الإيكولوجية البيئية والإيكولوجية البشريّة، وبين الإيكولوجية البيئية وأخلاقيات الحياة. وأكّد البابا أن الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة" لا تزال آنية إذ إنَّ المحبة الممتلئة من الحقيقة هي في الواقع الأساس الذي يبنى عليه السلام الذي نرغب به اليوم بشكل خاص والضروري من أجل خير الجميع.
وختم البابا كلمته بالقول: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، الكنيسة هي في مسيرة دائمة بحثًا عن أساليب جديدة لإعلان الإنجيل حتى في الحقل الاجتماعي. أشكركم على التزامكم في هذا المجال وأكلكم لشفاعة الطوباوية مريم العذراء الوالدية.
المصدر: إذاعة الفاتيكان
“من الصراع الى المشاركة” من تقديم الكاردينال كوش
تسلم قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين “الدليل الحبري” للعام 2013 من يد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتونيه ونائب الكاردينال برتونيه للشؤون العامة المطران أنجيلو بيتشو. وقد توجه البابا بالشكر لجميع الأشخاص الذين عملوا على هذا المشروع، وأبدى اهتماما كبيرا بالمعطيات الواردة في هذا الكتاب الذي يتضمن إحصاءات شاملة عن الكنيسة الكاثوليكية حول العالم خلال العام 2012 ولغاية انتخاب البابا فرنسيس في آذار مارس الماضي. وتبين أنه تم إنشاء 11 أبرشية جديدة في تلك الفترة، بالإضافة إلى نيابة رسولية كما ارتفع عدد الكاثوليك حول العالم بين عامي 2010 و2011 من مليار ومائة وستة وتسعين مليونا إلى مليار ومائتين وأربعة عشر مليونا، أي بنسبة واحد فاصلة خمسة بالمائة، وهي نسبة تفوق بقليل نسبة ارتفاع عدد سكان الأرض التي بلغت واحد فاصلة ثلاثة وعشرين بالمائة. وما يزال الكاثوليك يشكلون نسبة سبعة عشر فاصلة خمسة بالمائة من مجموع عدد سكان الأرض. كما ارتفع عدد الأساقفة في العالم من خمسة آلاف ومائة وأربعة عام 2010 إلى خمسة آلاف ومائة واثنين وثلاثين عام 2011. كما سجل عدد الكهنة ارتفاعا خلال الفترة عينها من أربعمائة وخمسة آلاف وسبعة وستين كاهنا إلى أربعمائة وثلاثة عشر ألفا وأربعمائة وثمانية عشر.
يبدو أنّ هذا العام هو عام التغييرات في أنظمة الحكم العربية والعالمية ، فضلا عن القيادات الكنسية ، وبخاصة في كنائسنا الشرقية العزيزة ، الا ان الامر قد سرى ايضا على حاضرة الفاتيكان ، وبالاخص على قداسة البابا الذي سيقوم بحدث تاريخي بطولي وهو تقديم استقالته من منصبه كحبر أعظم للكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع .