استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الاثنين في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان قائد وأعضاء الحرس السويسري البابوي برفقة عائلاتهم، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: يسعدني أن ألتقي بكم في هذه المناسبة التي تشكل فرصة لنا لننمي صداقة مهمّة لأنكم تقومون بخدمتكم بالقرب مني. إنها صداقة خاصة لأنها تقوم على محبة المسيح، تلك المحبة "العُظمى" التي عاشها وأوصى بها تلاميذه: "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه" (يوحنا 15، 13).
تابع الأب الأقدس يقول نجد في تاريخ الكنيسة العديد من الرجال والنساء الذين تبنّوا دعوة هذا الحب العظيم. إن الحرس السويسري الذين حاربوا خلال نهب روما وبذلوا حياتهم دفاعًا عن الحبر الأعظم قد تبعوا هذه الدعوة. والإجابة بالتزام على هذه الدعوة تعني إتباع المسيح. في الرياضة الروحيّة يتحدث القديس اغناطيوس دي لويولا، والذي كان جنديًّا في شبابه، عن "دعوة الملك"، أي المسيح، الذي يريد أن يبني مملكته ويختار معاونيه. فالرب يريد أن يبني ملكوته بالتعاون مع البشر، وهو بحاجة لأشخاص حازمين وشجعان. وهكذا، وبحسب القديس اغناطيوس، يطلب المسيح الملك من الذي يريد السير معه بأن يرض بغذائه ومشروبه ولباسه، ويطلب منه أن يكون مستعدًّا ليتعب في النهار ويسهر في الليل ليشاركه هكذا في النصر أيضًا. في الوقت عينه، يشبّه القديس اغناطيوس العالم بمعسكرَين واحد تحت راية المسيح والآخر تحت راية الشيطان، حيث يكون الخيار واضحًا بالنسبة للمسيحي إذ أنه يتبع راية المسيح.
أضاف الحبر الأعظم يقول إن المسيح هو الملك الحقيقي. فهو يسير في الطليعة وأصدقاؤه يتبعونه. فجندي المسيح يشارك في حياة ربّه. وهذه هي دعوتكم أيضًا: أن تأخذوا على عاتقكم اهتمامات المسيح وتكونوا رفاقه، وهكذا تتعلمون يومًا فيومًا أن "تشعروا" مع المسيح ومع الكنيسة. فالحارس السويسري هو شخص يسعى فعلاً لإتباع الرب يسوع ويحب الكنيسة بشكل خاص، إنه مسيحي ذو إيمان أصيل. وهذا كله أيها الشباب الأعزاء، بإمكانكم أن تعيشوه اليوم، ككل مسيحي، بفضل أسرار الكنيسة: من خلال المشاركة المنتظمة بالقداس الإلهي والاعتراف المتواتر. يمكنكم أن تعيشوه أيضًا من خلال القراءة اليومية في الإنجيل. فما أقوله للجميع أقوله لكم أيضًا: إحملوا معكم على الدوام إنجيلاً صغيرًا لتقرؤوا به في أوقات راحتكم. ستساعدكم أيضًا صلاتكم الشخصيّة لاسيما صلاة مسبحة الورديّة، كما ستساعدكم خدمتكم للأشد فقرًا وللمرضى والذين يحتاجون لسماع كلمة تعزية... وبهذا الشكل، وعندما تلتقون بالناس والحجّاج، ستنقلون إليهم بلطافتكم وكفاءتكم هذه "المحبة العظمى" التي تأتي من الصداقة مع المسيح!
وختم البابا فرنسيس كلمته لقائد وأعضاء الحرس السويسري البابوي بالقول: أعرف أن خدمتكم مُلزمة. وعندما يكون لدينا واجبات إضافيّة نعلم أنه بإمكاننا الاعتماد على الحرس السويسري. أشكركم بمودة وأعبر لكم عن امتناني الكبير لما تقومون به من أجل الكنيسة ومن أجلي كخليفة بطرس. وأشكركم بشكل خاص على صلواتكم. وأنا بدوري أُصلي أيضًا من أجلكم ومن أجل أحبائكم وأَكِلُكم إلى شفاعة القديس مارتينوس والقديس سيباستيانوس والقديس نيقولا دي فلو وأمنحكم بركتي الرسوليّة.