ليون، 13 فبراير 2007 (ZENIT.org). – دعا مسؤولون مسيحيون ومسلمون ويهود إلى الانتباه إلى مؤسسة العائلة كمرجع الإنسانية الأساسي وذلك في إعلان مشترك صدر في 6 فبراير.
وقع الإعلان المشترك شخصيات من الأديان الثلاثة، من بينهم الكاردينال فيليب بارباران، رئيس أساقفة ليون، عز الدين غاشي، رئيس المجلس الإقليمي رودان-ألب للمسلمين، الأب أثناس إسكوس من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، القس فريدريك بتريزينسكي من الجماعة اللوثرية، ريشار فرتنشلاغ، حاخام إقليم رودان-ألب، الأسقف نورفان زاكاريان، أسقف من الكنيسة الأرمنية الرسولية.
ويقول الإعلان: "المشكلة اليوم هي معرفة ما إذا كان من حق القانون أن يسمح بتشريع الزواج بين شخصين من جنس واحد. فالمسألة ليست مجرد قضية نقاشٍ اجتماعي، بل إنها خيار أعلى، لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية. ليس الأمر عطية يجب تسليمها للأجيال القادمة".
ويضيف الإعلان: "هناك ما يكفي من الآلام التي تسببها العلاقات العائلية الهشة، دون أن نأتي على ذكر الأمراض التي تقضي على أحبائنا. هذه الهشاشة مردها الصعوبة التي يواجهها الراشدون في مساعدة الشبيبة في بناء حياتهم".
وتساءل الرؤساء الدينيون: "كيف السبيل كي يتمكن الشبان من تلقي تربية سديدة، ومن مواجهة المستقبل بثقة، واحترام واجبات المهنة، وبناء عائلة متزنة، إذا أصبحت مؤسسة العائلة نسبية؟"
ويجيبون: "إنه لأمر بالغ الأهمية ألاّ يعبث أحد بهذه المؤسسة التي هي ركيزة البشرية. فمؤسسة كهذه، لا يمكن إخضاعها لأهواء التيارات الفكرية. فالعائلة هي أعلى من كل الفوارق الدينية ومن الاختلافات الإيديولوجية".
وبالتفكير حول ضياع الكثير من الأبناء نتيجة نموهم في أحضان عائلة مفككة، وحول صعوبة تلقيهم تربية كافية، تساءل المسؤولون الدينيون حول النتائج المرعبة التي قد يؤدي إليها تفكيك أكبر للمؤسسة العائلية.
وأضاف الإعلان: "تبين لنا الخبرة أننا بدأنا ندفع غاليًا ثمن استغلالنا للطبيعة. فلا ندمرنّ الإنسانية التي هي محور الخليقة!"
وفي الختام، صرح الإعلان أن اعتبار "أن الأمر سيّان إذا ربيَ الولد في عائلة مؤلفة من أب وأُم أَم لا، إنما هو ادعاء كاذب. فمراجع الإنسانية الأساسية تبنى على الاختلاف والتكامل بين الرجل والمرأة".
"يرى المؤمنون أن هذا الأمر مشهود له في أخبار الخلق التي تنقلها الأسفار المقدسة: في البدء خلق الله الرجل والمرأة. وهما مدعوان إلى الارتباط عبر الزواج لكي يهبا الحياة ولينمياها. هذه هي الركيزة التي تعتمد عليها حياتنا الشخصية، العائلية والاجتماعية".