لم يغفل البابا فرنسيس في القداس الذي ترأسه وحضره اكليريكيون ومبتدئون من جميع انحاء العالم أن يذكّر بأن خصوبة الرسالة تعتمد على الرابط الوثيق بالمسيح في الصلاة. وشدد على أن يسوع كان وقبل كل قرار يريد أن يتخذه يرفع صلاة مكثفة ومطولة.

كذلك وجه كلمة للمرسلين قال فيها: "كلما دعتكم الرسالة لتذهبوا الى الضواحي الوجودية، كلما كان يجب على قلبكم أن يتحد بقلب المسيح، المليء بالرحمة والمحبة. هنا يكمن سر الخصوبة الرعوية، خصوبة تلميذ المسيح!"

شدد فرنسيس على أن المال لا يضمن نجاح الرسالة، فيسوع قد أرسل تلاميذه من دون مال ولا كيس ولا أحذية. وذكّر بأن إعلان الإنجيل لا يرتبط بعدد الأشخاص أو المظاهر بل بأن يكون المبشّر مشبعًا بمحبة المسيح، يقوده الروح القدس، ويطعّم حياته بشجرة الحياة، أي صليب الرب.

أخيرًا اختتم البابا عظته قائلا أن ثقته كبيرة بالإكليريكيين وهو يعهد بهم لشفاعة مريم العذراء لأنها الأم التي تساعدنا على اتخاذ القرارات الحاسمة بحرية ومن دون خوف. "لتساعدكم على الشهادة لفرح عزاء الله والتشبّه بمنطق محبة الصليب والنمو باتحاد دائم مع الرب. وهكذا ستكون حياتكم غنيّة!"

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء

في ختام القداس الإلهي تلا البابا فرنسيس كعادته ظهر كل أحد صلاة افرحي يا ملكة السماء مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس. قال البابا: في لحظة الشركة العميقة مع المسيح، نشعر في وسطنا أيضًا بحضور مريم العذراء الروحي. حضور والدي، عائليّ لاسيّما لكم أنتم أفراد الأخويات. حب العذراء هو أحدى ميزات التقوى الشعبية التي يجب أن تُقدّر وتوجَّه جيّدًا. لذلك أدعوكم للتأمل في الفصل الأخير من الدستور العقائدي في الكنيسة “نور الأمم” الذي يتحدّث عن مريم في سرّ المسيح والكنيسة، ويقول أن مريم “تقدّمت في غربة الإيمان” (عدد 58). أصدقائي الأعزاء، في سنة الإيمان هذه، أترك لكم أيقونة مريم التي في مسيرة حجها هذه، تتبع ابنها يسوع وتسبقنا جميعًا في مسيرة الإيمان.