روما، الخميس 1 يونيو 2007 (ZENIT.org) – أكّد المونسنيور سيبريانو كالديرون بولو، نائب الرئيس الفخري للجنة الحبرية لأميركا اللاتينية في حديث إلى وكالة الفاتيكان فيدس Fides (http://www.fides.org) لمناسبة انعقاد المؤتمر العام الخامس لأساقفة أميركا اللاتينية والكاراييب ونظراً لاطلاعه الواسع على واقع منطقة أميركا اللاتينية أن "الأهم هو أن يعطي مؤتمر أباريثيدا زخماً جديداً للتبشير بالإنجيل بحيث يدخل نور الإنجيل إلى أعماق قلوب سكان أميركا اللاتينية وتركيبتهم وحياتهم".
ولطالما كان المونسنيور سيبريانو كالديرون بولو معجباً، منذ كان في بداية مسيرته الكهنوتية، بالحيوية الكاثوليكية والقدرات الراعوية لكنائس أميركا اللاتينية، بحسب وكالة فيدس. وقد عمد في الوقت عينه إلى تعميق دراساته وأقام علاقات تعارف وصلة تواصل مع أميركا اللاتينية ، حتى إنه زار كافة دول المنطقة تريباً.
وقد كتب لمجلة كاثوليكية تصدر في مدريد سلسلة من 20 مقالة حول الحالة الدينية والإجتماعية في دول أميركا اللاتينية. وتسلّم في العام 1968 إدارة نشرة ال Osservatore Romano في اللغة الإسبانية وعمل بشكل خاص لكي تكون موجّهة إلى كنائس أميركا اللاتينية.
بين العامين 1988 و2003 عُيِّن نائباً لرئيس اللجنة الحبرية لأميركا اللاتينية وشارك في ثلاث مؤتمرات عامة لأساقفة أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وفي الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل أميركا في العام 1997.
س: لقد شاركتم في ثلاث مؤتمرات عامة لأساقفة أميركا اللاتينية: فما هي ذكرياتكم وما هو الإنطباع الذي تكوّن لديكم وما كان أثرها برأيكم على حياة القارة؟
ج: لقد شاركتُ في مؤتمر ميدايين (1968) بصفة كاهن صحافي وفي مؤتمر بويبلا (1979) كخبير معيّن من الكرسي الرسولي وفي مؤتمر سانتو دومينغو (1992) كعضوٍ، بصفتي مطران ونائب رئيس اللجنة الحبرية لأميركا اللاتينية. ولطالما رأيتُ في هذه المؤتمرات "محطات تبشيرية" مهمة طبعت المسيرة التاريخية للكنيسة في تلك القارة. وبالفعل، فإن وقع كل من هذه المؤتمرات كان عظيماً على صعيد التبشير بالإنجيل. وقد أحدثت الشركة الكنسية التي وُلدت عند الرعاة المجتمعين هناك والديناميّة الراعوية التي نتجت عنها عند شعب الله، بالإضافة إلى تعبئة المؤمنين والمنشّطين الراعويين خلال الفترة التحضيرية والفترة التي تلت هذه الأحداث وقعاً أكبر، برأيي، من الوثائق الختامية الصادرة عن المؤتمرات. ودعنا لا ننسى الأهم وهي اللحظة الأبرز في كل منها والمتمثلة بحضور الأب الأقدس في الجلسات الإفتتاحية والرسائل التي وجهها كل منهم بصفته راعياً عالمياً للقارة بأسرها: من بولس السادس في بوغوتا في 24 أغسطس 1968، إلى يوحنا بولس الثاني في بويبلا لوس أنجلس (المكسيك) في 28 يناير 1979، ومن سانتو دومينغو في 12 أكتوبر 1992. ويكثر الحديث عن وثائق ميدايين وبويبلا وسانتو دومينغو ولكن قلّما يتمّ ذكر الكلمات الإفتتاحية للأب الأقدس التي هي نصوص أصلية مفصّلة على مقاس الجمعيات والحياة الكنسية وأنشطة التبشير بالإنجيل في الفترة السابقة وفي أيامنا هذه.
س: لقد أتيتم على ذكر وثائق ميدايين وبويبلا وسانتو دومينغو. فما هو تقييمكم لها؟
ج: لقد قرأت مراراً عديدة، بتمعّن وتأنٍّ، الوثائق المنبثقة عن مؤتمر ميدايين. وأنا لم أكتفِ بقراءة وثائق بويبلا وسانتو دومينغو في العمق بل إني شاركتُ نوعاً ما في صياغتها و مراجعتها. ولا شك في أن هذه الوثائق مهمة للغاية وهادفة. ولكن بالنظر إلى الأمور بشكل موضوعي، لا أعتقد أنه يمكننا أن نعتبرها بمثابة "رسالة لأميركا اللاتينية" كما اقترح أحدهم. بيد أنه لدينا في متناول أيدينا مستند عظيم للدستور الحبري يشكل بتوجيهاته العقائدية والراعوية المذهلة "دليلاً" للحياة الكنسية والرسالة التبشيرية في أميركا اللاتينية، وأنا أتحدث هنا عن الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "الكنيسة في أميركا" "Ecclesia in America" للبابا يوحنا بولس الثاني (الصادر في 22 يناير 1999) وهو ثمرة الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل أميركا اللاتينية التي عُقدت في حاضرة الفاتيكان من 16 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1997. ولا بدّ من التعمق في دراسة هذا الإرشاد ومن تطبيقه بشكل أوسع وأعمق في كنيسة أميركا اللاتينية. ونحن نأمل بأن يبقى يضيء دروب التبشير بالإنجيل في دول القارة.
س: ما الذي تنتظرونه من مؤتمر أباريثيدا بالنسبة إلى كنيسة أميركا اللاتينية ؟
ج: المهم هو أن مؤتمر أباريثيدا هو حدث تبشيري يعطي زخماً جديداً للتبشير بالإنجيل. وعلى هذا المؤتمر الخامس أن يصبّ اهتمامه كلياً على يسوع الناصري، إبن الله ومخلص العالم الوحيد، وأن يدرس علاقة المسيح بأميركا في مختلف الأطر –الإنساني والعائلي والإجتماعي والديني- لكي ينجح في إدخال نور الإنجيل إلى أعماق قلوب سكان أميركا اللاتينية وتركيبتهم وحياتهم. ولكي يضع كل شخص، ولاسيما الشباب، على الدرب الأكيد الذي يؤدي إلى المسيح ونحو السماء الجديدة والأرض الجديدة التي يتحدث عنهما الإنجيل. إنها مسيرة شاقة ولكنها فرحة وواعدة في الوقت عينه. فليوجه البابا بندكتس السادس عشر خطواتنا وليرافقنا، هو من بهبته اللدنية الخاصة كمعلّم وراعٍ ينير الطريق بتوجهات أكيدة. علينا إذاً أن نصغي إلى قداسته ونقبل بفرح وترحاب البرنامج الذي يعرضه علينا.
DERNIÈRES NOUVELLES
Jun 01, 2007 00:00