"إنّ القوى الخارجية التي تُشعل الحرب السورية إمّا من خلال بيع الأسلحة أو من خلال سياستها الخاصة ومصالحها الاستراتيجية، يجب أن تتوقّف وعلى البلاد أن تحلّ الصراع هي بنفسها" هذا ما قاله أسقف حلب للكلدان أنطوان أودو الذي شهد دمار بلاده بعد القتال الذي دار بين حكومته والعناصر التمردية في خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وفي حديث أجراه مع وكالة الأنباء الكاثوليكية، قال: "أظنّ أنّ الحلّ هو سياسي. علينا أن نوقف مدّ تلك المجموعات بالأسلحة والمال وأن نجد سبيلاً لحل سياسي من الشعب السوري نفسه وليس من الخارج". وأتت كلمات أسقف الكلدان بُعيد انعقاد مؤتمر في 16 أيلول بعنوان "المسيحيون السوريون: ساعدونا على البقاء" من تنظيم عون الكنيسة المتألمة ورابطة الصحافة الأجنبية.
وأضاف المطران أودو بأنّ "الوضع على الأرض يُترجَم بالحرب والخطر أينما كان، وليس على المسيحيين فحسب بل على الجميع" بالأخص في حلب المتاخمة للحدود التركية وهي معرّضة أكثر من غيرها للهجومات. وقال: "إنها حالة صعبة جدًا نواجه فيها الخطر والفقر. فمثلاً، لا نزال نعيش منذ أكثر من شهر أو شهرين من دون ماء أو كهرباء". مشيرًا إلى أنّ الفقر بتزايد مستمرّ وبأن: "عندما أسير في الشارع أجد فقرًا مدقعًا. البؤس".
"إنه ليس سهلاً أن نرى المسيحيين يغادرون إنه موت ونهاية وجودنا. ليس بالنسبة إليّ أنا أسقف الكلدان بل بالنسبة إلى كل البطاركة والأساقفة والمجتمع بأسره ولكننا لا نملك خيارًا آخر سوى ذلك. هذه هي المأساة التي نعيشها اليوم. وقد أكّد لوكالة الأنباء الكاثوليكية بأنّ الوجود المسيحي هو بالغ الأهمية بالنسبة إلى سوريا والكنيسة الجامعة والمسيحيين العرب الذين يحاورون الإسلام ولكنائسنا الشرقية المتجذّرة في هذه الأرض".