تورنتو، 2 مارس 2007 (ZENIT.org). – إن الوقع الذي يلقاه الفيلم الوثائقي الذي يدّعي اكتشاف قبر المسيح، يدفع إلى التشكيك بجدية وسائل الإعلام.
هذا ما صرح به الأب توماس روسيكا الخبير في الكتاب المقدس، الذي قال لزينيت أن "الأمر المقلق في هذه العملية الإعلامية التي تدعي أنها اكتشفت تسلسل الحامض النووي (DNA) ليسوع وعائلته، هو الحبر الذي تم تبذيره والوقت الذي تمت إضاعته للكلام عن هذه السخافة".
وسيتم عرض الفيلم الوثائقي للمرة الأولى على Discovery Channel نهار الأحد المقبل. ويدعي الفيلم اكتشاف تابوت يسوع، وأنه كان متزوجًا من مريم المجدلية وقد رزق منها ولدًا.
واعتبر الأب روسيكا - الخبير البيبلي الشهير، الحائز على شهادات في اللاهوت وفي دراسة الكتاب المقدس من المعهد البيبلي الحبري في روما (Pontificio Istituto Biblico di Roma)، ومن المدرسة البيبلية والأثرية الفرنسية في أورشليم (École Biblique et Archéologique Française de Jérusalem) – اعتبر أن الفيلم "قبر يسوع المفقود" (The Lost Tomb of Jesus) قد نال اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا نظرًا لشهرة منتجه، جايمس كامرون، الذي أتنج أيضًا فيلم " Titanic ".
وقال روسيكا: "أن تقوم " Vision Television" بدفع مبلغ باهظ للحصول على الفيلم حول قبر يسوع المزعوم هو داعٍ للشك بمعنى وجود الشبكة التلفيزيونية".
وأضاف: "من الأفضل أن يهتم جايمس كامرون بإنتاج أفلام حول التيتانيك Titanic بدل أن يغامر في الدخول في حقل لا يعرف عنه شيئًا البتة".
"إن هذه الأخبار، بدل أن تضعضع إيمان المسيحيين والكاثوليك، تجعلنا نشك بجنون من يدعون أنهم خبراء، وبالحقيقة هم بلا إيمان وبلا صدق. فهذا الخبر يسيء إلى أبحاث علماء الآثار الرزينين والأذكياء الذين يقدمون مساهمة جديرة للتاريخ وللحضارة".
"ويطرح هذا الخبر الأخير تساؤلات حول أساليب السلطات الإسرائيلية المعنية بالآثار، وغيرها من المؤسسات التي تتجاوب مع استماتة وسائل الإعلام للحصول على أخبار غريبة، بدل القيام بمهمتها التي هي المحافظة على الأراضي المقدسة وعلى تراث يسوع المسيح".
وأنهى قائلاً: مرة أخرى فليتوجه الكاثوليك والمسيحيون الجادّون إلى العهد الجديد وإلى الكنيسة لكي يلتقوا بيسوع القائم، رب التاريخ، الذي لا يمكن للقبر أن يحتويه، ولا أية مَعْظَمَة أن تمتلكه".