أكّد البابا فرنسيس في أثناء طريق عودته من تيرانا مساء يوم الأحد 21 أيلول 2014 بعد أن أنهى زيارة دامت 12 ساعة في ألبانيا بأنّ ألبانيا ليست "بلدًا إسلاميًا" بل "أوروبيًا" إذ هذا البلد هو مرشّح رسميًا للدخول في الإتحاد الأوروبي منذ شهر تموز الفائت. وأكّد أمام خمسين صحافيًا كانوا موجودين على متن الطائرة البابوية بأنّ "مستوى قسوة" الديكتاتورية التي كانت سائدة لعقود كانت "مروّعة" وحيّى شهادة الشهداء الألبانيين.

أثنى البابا بكلماته على "مسيرة التعايش" التي تتغنى بها ألبانيا والتي تفوق البلدان التي تعيش هذه التجربة ولم يخفِ "مفاجئته" عند اكتشاف هذا البلد. وأعلن: "إنه ليس بلدًا مسلمًا بل هو أوروبيًا".

ثم تطرّق إلى موضوع الاضطهادات الدينية في ظل الديكتاتورية الشيوعية التي بقيت مسيطرة حتى أوائل التسعينيات وأجاب ثلاثة صحافيين ألبانيين كانوا موجودين على متن الطائرة: "إنّ المعاناة التي عشتموها، رأيتها عن كثب" مؤكّدًا بأنها كانت "فترة عصيبة".

وأشار البابا إلى أنه تأثّر كثيرًا عندما كان يحتفل بالذبيحة الإلهية من ساحة الأم تريزا وقال: "لقد تأثرت كثيرًا ليس في الكاثوليك فحسب بل في الأرثوذكس أيضًا والمسلمين: لقد أعطوا كلهم شهادة عن الله". وتابع: "هذا أمر شجاع أن يتحدّث شهيد حي عن استشهاده الخاص" مشيرًا إلى الكاهن والراهبة اللذين عايشا الديكتاتورية الشيوعية وأعطيا شهادة حياتهما أثناء لقائهما بالبابا في كاتدرائية تيرانا. "أظنّ أنّ كلنا كنا متأثرين، لقد تحدّثا بتواضع كبير كأن حصلت هذه القصة مع أحد غيرهما..."

وعندما سئل عن سينودس الأساقفة حول العائلة الذي سيفتتح قريبًا في الفاتيكان، فضّل البابا فرنسيس عدم الإجابة وطلب من الصحافيين أن يسألوا عن الزيارة إلى ألبانيا ليس إلاّ.

وذكّر بأنه سيتوجه إلى ستراسبورغ في 25 تشرين الثاني المقبل وإلى تركيا من 28 تشرين الثاني حتى 30 منه بدعوة من بطريرك القسطنطينية.

كاهن عراقي يتحدَّث عن بلاده بعد 7 سنوات على استشهاده

تمرُّ في مثل هذه الأيام الذكرى السابعة لامتزاج رفات الأب الشهيد رغيد كنِّي بتراب بلاد الرافدين، وأودُّ بعد هذه السنوات العِجاف أن أحدثكم قليلاً عن لحظات نادرة في بلدنا، لحظات تجعلنا نصل إلى قمة إنسانيتنا، ولكنها، وياللأسف، ليست سوى لحظات! والأسف الأكبر أنها حينما تذهب لا تعود، ولا نعود نحن أيضاً كما كنا، نفقد إنسانيتنا، تكبر أنانيتنا، ندمِّر وطننا، نندب حظنا، متناسين أن كل شيء هو بأيدينا إذا ما أردنا أن نخرِّب أو نعمِّر، لكننا نتحايل على أنفسنا، بأن الظروف تخدعنا، القَدَرُ نصيبنا، ونتجاهل حقيقة أننا نصنع قَدَرَنا بأنفسنا!