لقد مدحه القديس غريغوريوس النزينزي واصفًا إياه بعد سنوات قليلة من موته، بـ "عمود الكنيسة"، ولقد تم اعتباره دومًا مثالاً للإيمان القويم (الأرثوذكسية)، في الشرق والغرب على حد سواء.
وأشار البابا إلى أن شهرة أثناسيوس تعود فوق كل شيء، إلى كونه "اللاهوتي المولع بتجسد اللوغوس، كلمة الله، الذي – كما تقول مقدمة الإنجيل الرابع – "صار جسدًا وحل في ما بيننا" (يو 1، 14)".
"ولد في الإسكندرية، في مصر، حوالي العام 300، وتلقى أثناسيوس ثقافة عالية قبل أن يصبح شماسًا وأمين سر أسقف المدينة المصرية الكبرى، ألكسندر. وكمساعد الأسقف المقرب، شارك الإكليريكي الشاب في مجمع نيقيا، وهو اول مجمع ذو طابع مسكوني". ومن ثم، خلف أثناسيوس الأسقف ألكسندر، وكاسقف قاوم الأريوسيين الأمر الذي أدى إلى تألبهم ضده.
"ولخمس مرات – خلال 3 عقود -، بين 336 و366 – اضطر أثناسيوس إلى هجر مدينته، وأمضى 17 سنة في المنفى وتألم لأجل الإيمان". ولكنه خلال غيابه الجبري عن الإسكندرية، تمكن من نشر الإيمان النيقاوي ومن الدفاع عنه في الغرب، في تريفري أولاً وفي من ثم في روما".
كما ونشر قيم الحياة الرهبانية التي اعتنقها في مصر الناسك الكبير أنطونيوس عبر خيار حياة حظي دومًا بسند وقرب أثناسيوس.
وقد أقام أثناسيوس خلال منفاه أيضًا في مصر، مع الرهبان، ومع القديس أنطونيوس الكبير وكتب سيرة أب الرهبان العظيم التي عرفت رواجًا كبيرًا جدًا وتمت ترجمتها إلى اللاتينية وإلى لغات أخرى، وقد لعبت دورًا كبيرًا في ارتداد شخصيات عظيمة كالقديس أغسطينوس.