إنجيل القدّيس مرقس 3، 1 - 6

في ذلك الزَّمان: دَخَلَ يَسوعُ بَعضَ المَجامِع وكانَ فيه رَجُلٌ أَشَلُّ اليَد. 
وكانوا يُراقِبونَه لِيَرَوا هَل يَشفيهِ في السَّبْت ومُرادُهم أَن يَشكوه.
فقالَ لِلأَشَلِّ اليَد: «قُمْ في وَسْطِ الجمَاعة». 
ثُمَّ قالَ لهم: «أَعَمَلُ الخَيرِ يَحِلُّ في السَّبتِ أَم عَمَلُ الشَّرّ؟ أَتَخليصُ نَفْسٍ أَم قَتْلُها؟» فظَلُّوا صامِتين.
فأَجالَ طَرْفَه فيهِم مُغضَبًا مُغتَمًّا لِقَساوةِ قُلوبِهم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «اُمدُدْ يَدَك». فمَدَّها فعادَت يَدُه صَحيحَة.
فخَرَجَ الفِرِّيسيُّونَ وتآمَروا علَيه لِوَقْتِهم معَ الهِيرودُسِيِّين لِيَروا كيف يُهلِكونه. 

تعليق

التجلي الأرفع للاهوت يسوع هو إنسانيته. إنسانية يسوع كانت تشكك وتزعج الزعماء الدينيين في زمانه، إلى درجة أنهم بدأوا يحيكون المكيدة لكي يقتلوه. للوهلة الأولى، نرى في الإنجيل فقط شخصًا واحدًا يده يابسه، ولكن بالحقيقة، النص مليء بالأشخاص ذوي اليد اليابسة لأنهم لا يعرفون أن يمدوا يدهم ليعينوا المحتاج. الأسوا من ذلك أن قلوبهم يابسة وقاسية، وهذا الأمر يحزن الرب. القلب القاسي لا يستطيع أن يحفظ السبت لأنه مقيد بكيده. هو عبد شره. في هذا الإنجيل يشفي يسوع رجلاً، ولكنه لا يشفي تصلب قلب متهميه، لأن الشفاء يحتاج لتجاوب إرادي. هناك خيارين أمامنا والإنجيل اليوم يدعونا لنختار.

الله يبحث عنا، مثل الدرهم الضايع (لو15: 8- 10)

يضعنا القديس لوقا في الفصل الخامس عشر من إنجيله، أمام حقيقة رسالة المسيح الخلاصيّة، وذلك في قالب تعليمي مأخوذ من عالم الأمثال، أطلق عليها تسمية أمثال الرحمة. سنعالج في هذه المقالة مثل الدرهم الضائع (لو15: 2-10) حيث من خلاله سنكتشف غيرة يسوع في خلاص النفوس، التي تاهت بشكل خاص في البيت ذاته أي الكنيسة.