أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لقد استمعنا إلى إنجيل دعوة متى. كان متى "عشّارًا"، أي جابيًا للضرائب لحساب الإمبراطوريّة الرومانيّة، ولذلك كان يُعتبر خاطئًا علنيًّا. لكنّ يسوع يدعوه ليتبعه ويصبح تلميذه. بدعوته لمتّى، يُظهر يسوع للخطأة أنّه لا ينظر إلى ماضيهم أو وضعهم الاجتماعي أو العادات الخارجيّة وإنّما يفتح لهم مستقبلاً جديدًا. تكفي الإجابة على الدّعوة بقلب متواضع وصادق. إنّ تصرّفًا كهذا لا يفهمه من يدّعي بأنّه "بار" وأفضل من الآخرين. لأنّ العجرفة والكبرياء لا يسمحان لنا بأن نعترف بأنّنا بحاجة للخلاص، لا بل يمنعاننا من رؤية وجه الله الرّحوم والتّصرف برحمة. ومع ذلك، فرسالة يسوع هي التّالية: الذّهاب بحثًا عن كلّ واحد منّا ليشفي جراحنا ويدعونا لإتّباعه بمحبّة. ويقول ذلك بوضوح: "لَيسَ الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بَلِ المَرضى". فيسوع يقدّم نفسه كطبيب صالح! هو يعلن ملكوت الله. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، جميعنا مدعوّون إلى مائدة الرّبّ. جميعنا تلاميذ يحتاجون إلى اختبار كلمة يسوع المعزيّة وعيشها. جميعنا بحاجة لنتغذّى من رحمة الله، لأنّ خلاصنا يأتي من هذا الينبوع.
(موقع الفاتيكان)