شاء البابا أن يكون لقاؤه الأخير في زيارته إلى الأراضي المقدسة مكللًا بالقداس الإلهي، بعشاء أخير مع أبناء كنيسة القدس. ومع اقتراب عيد العنصرة، احتفل بقداس العنصرة في كنيسة العلية.

افتتح البابا العظة بتحية خاصة إلى بطاركة الكنائس الشرقية الذين يقومون بخدمة مميزة للكنيسة: "أود أن أوجه تحية مملوءة عطفًا إلى بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية. أود أن أشكرهم لحضورهم المميز. وأؤكد لهم أنهم يحظون بمكان مميز في قلبي وفي صلاتي".

ثم تحدث في عظته عن أهمية المكان الذي يجري فيه هذا الاحتفال بالقداس الإلهي: "إنها هبة عظيمة أن نجتمع هنا، في العلية المقدسة، للاحتفال بالافخارستيا. فهنا تناول يسوع العشاء الأخير مع تلاميذه".

في هذا المكان ظهر يسوع القائم من الموت إلى تلاميذه.

من هنا انطلقت الكنيسة، والتلاميذ الذين خرجوا بقوة الروح لتجديد وجه العالم.

العلية تذكرنا بخدمة يسوع، الذي غسل أقدام تلاميذه. غسل الأقدام يعني القبول الآخر، الاستقبال والضيافة، المحبة، والخدمة المتبادلة.

تذكرنا العلية بالافخارستيا، بالتضحية. في كل قداس يقدم يسوع ذاته إلى الآب، لكي نستطيع أن نتحد به.

العلية تذكرنا بالصداقة: "لا أدعوكم عبيدًا من بعد، بل أصدقاء!" (يو 15، 15). وهذه هي أجمل خبرة في المسيحية، أن نضحي أصدقاء يسوع.

تذكرنا العلية بأمانة الرب وبوعده. فهو سيعود ليأخذنا معه. يسبقنا إلى بيت الآب حيث يريدنا معه.

ولكن العلية تذكرنا أيضًا بالبؤس، بالفضول: "من الذي سيخونك؟". يمكن أن يكون كلاً منا، لا الآخرين وحسب!

العلية تذكرنا بالشراكة، الأخوة، التناغم والسلام في ما بيننا. كم من الحب نبع من العلية! جميع القديسين تشربوا من محبة العلية!

وأخيرًا العلية تذكرنا بولادة "العائلة الجديدة"، الكنيسة، أمنا الكنيسة التي أسسها يسوع المسيح. عائلة لها أم هي العذراء مريم. العائلات المسيحية تنتمي إلى هذه العائلة الكبيرة، ومنها يستمدون النور للتجدد والمسير في صعوبات هذه الحياة.

هذا هو أفق العلية: أفق القائم من الموت وأفق الكنيسة. الكنيسة تنطلق من هنا.

صلاة الأبانا بخط البابا بين أحجار حائط المبكى!

من ضمن سلسلة المفاجآت التي اعتدنا عليها في أثناء زيارة البابا إلى الأراضي المقدسة، ها هو اليوم يتوقّف أمام حائط المبكى وعن الورقة التي وضعها بين احجاره بعد أن تلا صلاة شخصية قال: “كتبتُ صلاة الأبانا بخط يدي باللغة التي علّمتني إياها أمي”.