بعد حفل الاستقبال في مطار بنغوريون الدولي في تل أبيب توجه البابا فرنسيس البعثة الرسولية في القدس للقاء خاص مع البطريرك المسكوني برثلماوس الأول. وبعد لقاء شارك فيه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، ورئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، الكاردينال كورت كوخ، وبعد تبادل الهدايا، وقع البابا والبطريرك تصريحًا مشتركًا.
تضمنت وثيقة التصريح عشر نقاط، أشارت النقطة الأولى إلى اللقاء التاريخي الذي تم منذ 50 عامًا بين البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني أثناغوراس، لافتة إلى أن هذا اللقاء الذي يتم اليوم هو مدعاة "فرح روحي عميق" وهو دعوة للتفكير بعمق وأصالة الرباط الذي يجمع الكنيستين.
والنقطة الثانية عبّرت عن أن هذا اللقاء هو "خطوة جديدة وضرورية في المسيرة نحو الوحدة التي وحده الروح القدس يستطيع أن يقود إليها، وحدة في التعدد المشروع".
النقطة الثالثة تذكر أننا موحدون منذ الآن في "وحدة تتجلى في حب الله والقريب"، ولكننا نتوق بشوق كبير إلى اليوم الذي يمكننا أن نشارك معًا في مائدة الافخارستيا. ولهذا السبب شددت الوثيقة على أهمية الحوار اللاهوتي الذي لا يجب أن يكون مراوغة أو وصول إلى القاسم المشترك الأصغر، بل يجب أن يكون حوارًا في الحق، للتعمق في فهم وعيش حقيقة المسيح، بهدي الروح القدس.
كما وشددت الوثيقة – في الرقم الخامس – على ضرورة الشهادة منذ الآن لحب الله لشعبه وللبشرية من خلال التزام ملموس في المسؤوليات الاجتماعية التي تفرضها علينا المحبة الحقة.
وإلى جانب الاهتمام بالإخوة، عملنا المسكوني معًا، يجب أن يحملنا أيضًا إلى حماية الخليقة، هبة الخالق الموكلة إلينا.
على صعيد آخر، شددت الوثيقة على الالتزام المشترك في الحوار مع الأديان الأخرى وأولها الدين اليهودي ثم الدين الإسلامي والأديان الأخرى.
ولم ينس البابا والبطريرك الوضع المؤلم للمسيحيين في الشرق الأوسط وحقهم بأن يكونوا مواطنين بكامل حقوقهم في ديارهم الأم. ولذا يصلي البابا والبطريرك من أجل المسيحيين في الشرق وبشكل خاص للمسيحيين في مصر، سوريا والعراق الذين يعانون بشكل خاص من مآسٍ معاصرة. وعبّرت الوثيقة عن أن السلاح لن يحمل السلام، بل فقط الحوار، الغفران والمصالحة.
وفي النقطة التاسعة، دعت الوثيقة جميع المسيحيين، من مختلف الطوائف، إلى إدراك أهمية اللحظة الحالية في إطارنا التاريخي الموسوم "بالعنف، اللامبالاة والأنانية"، وإلى ضرورة العمل من أجل مصالحة ووحدة العائلة البشرية.
وفي الختام أوكل البابا والبطريرك ذواتهما والكنائس كلها إلى شفاعة الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم العذراء.