"كلنا قادرون على القيام بالخير إنما أيضًا على تدمير ما صنعه الله" هذا ما أكّده البابا في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مركزًا على القراءة الأولى التي تخبر عن الطوفان الكبير وأشار الى أنّ الإنسان قادر على تدمير الأخوّة وإنشاء الحروب والانقسامات. من هنا، أدان بشدة "رجال الأعمال الذين يروّجون للموت" ويبيعون الأسلحة للبلدان المتنازعة لتدوم حربهم.

أخبر البابا في عظته عن غضب الله من شر الإنسان انطلاقًا من قراءة من سفر التكوين (6: 5-10) وأشار الى أنه في الكتاب المقدس نجد الكثير من الأمثلة التي تظهر شر الإنسان مثل سدوم وعامورة وبرج بابل حيث يتربّص الشر في القلب. وقال: "سيقول لي أحدكم: "ولكن يا أبتِ لا تكن سلبيًا! إنما هذه هي الحقيقة نحن قادرون أن ندمر الأخوّة مثل ما حدث مع قايين وهابيل في الفصول الأولى من الكتاب المقدس. تدمير الأخوة. وهذه بداية الحرب. الغيرة والحسد والجشع للوصول الى السلطة واعتلاء المناصب أكثر فأكثر. نعم، هذا كله شيء سلبي وهو واقعي. إذا أخذت الجريدة لتتصفّحها من أي جهة كانت، يسارية أو يمينية أو وسطية... ستجد أنّ أكثر من 90 في المئة من الأخبار هي أخبار دمار. أكثر من 90 في المئة منها! ونحن نشهد ذلك اليوم".

"ولكن ماذا يحصل في قلب الإنسان؟" سأل البابا. وتابع ليدين رجال الأعمال الذين يبيعون الأسلحة للبلدان التي تعيش الحروب مشيرًا الى "رغبة الحكم الذاتي": "أريد أن أفعل ما أشاء وأريد أن أقوم بشيء لذا سأفعل ذلك. إذًا إن كنت أريد أشعل الحرب فسأقوم بذلك!"

ولكن لمَ أصبحنا هكذا؟ لأننا قادرون على التدمير وهذه هي المشكلة. حروب واتجار بالأسلحة... سيقولون: "ولكن نحن رجال أعمال!" نعم، إنما رجال أعمال ماذا؟ مروّجين للموت؟ وهناك بلدان تبيع الأسلحة وهي لا تعيش الحرب إنما تبيع الأسلحة لكي تستمر الحرب في بلادهم. القدرة على التدمير. إنها لا تأتي من جيراننا بل هي تأتي منا نحن. كل واحد منا يملك بذرة الشر في داخله إنما نملك أيضًا الروح القدس الذي يخلّصنا! علينا أن نختار، حتى في الأمور الصغيرة".

ثم تابع البابا ليحذّر من النميمة والثرثرة على جارنا "حتى في الرعايا والجمعيات نجد الغيرة والحقد يدفعان الناس لكي يتحدثوا بالسوء عن كاهنهم. هذا هو الشر وكلنا نملك القدرة على التدمير. مع بداية الصوم تدعونا الكنيسة الى التأمل بذلك" مشيرًا الى الإنجيل الذي يتحدث اليوم عن جدال الرسل الذين نسوا أن يجلبوا معهم الخبز فقال لهم يسوع: إحذروا خمير الفريسيين وخمير هيرودس".

ثم ختم البابا عظته ليقول: "نحن نسأل الرب اليوم قبل بداية الصوم ليمنحنا هذه النعمة: أن نختار دائمًا المسار الصحيح وأن لا ننجرّ للتجارب التي تدفعنا لنأخذ المسار الخاطىء". 

الشعانين والصليب

إذا كنا نشعر أننا ضعفاء، غير ملائمين، وغير قادرين، لا يجب أن نتزعزع لأن “الله لا يبحث عن وسائل قديرة: فقد هزم الشر عن طريق الصليب”