"ونحن قد عرفنا وصدّقنا المحبّة التي لله فينا. الله محبّة ومن يثبت في المحبّة يثبت في الله والله فيه الله" (1 يو 4،16 )هذه هو موضوع رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة الصوم المبارك لعام 2013، سنة الإيمان. إنّ البابا يدعو إلى الإيمان بمحبّة الله.

سيعلن عن هذه الرسالة الكاردينال روبير سارا، رئيس المجلس الحبري قلب واحد، في الفاتيكان يوم الجمعة المقبل 1 فبراير.

سيرافق الكاردينال لحظة بثّ الرسالة، المونسينيور جانبيترو دال توزو، أمين عام هذا المجلس، والمونسينيور سيغوندو تيجادو مونوز، نائب الأمين العام، بالإضافة إلى الرئيس العام للإتحاد الأوروبي لجمعيّة القديس فينسان دو بول، السيّد مايكل ثيو.

سيتمّ نشر الرسالة بسبع لغات: الفرنسيّة، الألمانية، الانجليزيّة، الإيطاليّة، الأسبانيّة، البرتغاليّة والبولونيّة.

يبدأ زمن الصوم المبارك يوم 13 فبراير، يوم أربعاء الرماد، أمّا يوم الفصح فسيحتفل به يوم الأحد 31 مارس. 

منطق المسيحية يخالف المقاييس البشرية

الأب منتصر حداد
الموصل، الجمعة 24 فبراير 2012 (ZENIT.org). – احبوا اعدائكم….
من لطمك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر…
الاولون آخرون، والآخرون اولون…
من رفع نفسه اخفضها ومن اخفض نفسه رفعها…
 من أراد أن يكون كبيراً فليكن للجميع خادماً….
مباديء كثيرة تؤمن بها المسيحية، تجعلها في مواجهة مع غيرها من الديانات، وتضعها في موقف الضعف، كونها تعتمد على تفكير ومنطق يخالف المقاييس  البشرية…. فاكبر تحدي يواجهه المسيحي، ويجعله في موقف محرج امام الآخرين غير المسيحيين، هي عبارة “أحبوا أعدائكم” لان هي تمثّل الأختبار الحقيقي لعمق ومدى جدية المسيحي للإلتزام بإيمانه المسيحي… هذا الإيمان المبني على محبة الناس… هؤلاء الناس وخاصة في مجتمعنا، الذين كثيرين مهم، والجهلة بصورة خاصة، يعتبرونا كأعداء بالنسبة لهم… هذه العبارة تخالف كل المقاييس البشرية… لأن الكل يقول، العين بالعين والسن بالسن والباديء اظلم…
الكثيرون ينظرون إلى المسيحية باعتبارها ديانة، أو أيمان الجبناء والضعفاء… هي ديانة الناس الذين يُصفَعون على خدّهم مرّتين… ديانة الذين يتركون ردائهم بالإضافة إلى ثوبهم، ديانة الذين يسخّرون للمشي مع الآخر ميلين بدل الميل الواحد… لو كانت القيم الإنسانية كلها تعتبر هذا الأمر عادي، لكان ما يقوم به المسيحيين صحيح… ولكن، في هكذا عصر وهكذا زمن، نحن غير منطقيين، نعم أيماننا يستخدم منطق اللامنطق…
إيماننا مبني ومعاش بنفحة إلهية، تعتبر التنازل، الخطوة الأولى للصعود، فأنت غير قادر للصعود ما لم تنزل أولا، من رفع ذاته أخفضها ومن أخفض ذاته من أجلي رفعها… الأولون آخرون والآخرون أولون، العشارون والزواني يسبقونكم إلى ملكوت السماوات، وأبناء الملكوت يطردون خارجاً.. متناقضات كثيرة تناقض ما يؤمن به العالم… والله يقول في الكتاب المقدس: سبلكم غير سبلي وطرقكم غير طرقي… إذا ً من يريد السير مع الله عليه ان يكون متناقضاً في كثير من المرات مع العالم، ان يسير في المنطق الإلهي الذي يعتبره العالم، لا منطقاً….
نرى انفسنا كمسيحيين في موجهة مع كثير من الصعوبات اليوم، أن نرفض العنف، أن نرفض استخدام القوة، نرفض استخدام التهميش ضد الآخر، ان نرفض كل من يريد استعبادنا وخضوعنا أو هربنا… الشهادة الحقيقية، هي الشهادة التي تستند على المحبة، لان كل القيم والمبادئ الأخرى بدون المحبة، تسقط ولا معنى لها… نحن لا نرد العنف بالعنفن لاننا غن فعلنا هذا نكون خسرنا مبدئنا وانتصر الآخر الذي قبلنا بالعنف، لاننا سننجر إلى منطقه وفي هذا انتصاره… لهذا نحن مسالمين، لأننا نحب….
يسوع جاء من اجل الإنسان، لهذا هو يرفض مبدأ الرد بالمثل سلباً… لانه يحب الإنسان… ونحن مثله أيضا، علينا أن نحب الإنسان، ونقابله بالطيبة والرحمة عندما يواجهني بالعنف….. فلو كنت انت تواجهني بالعنف، وانا ارد عليك بنفس العنف، فمتى ينتهي العنف؟… المشكلة، العاقلون قليلون والجهلة كثيرون فاطلبوا من رب الإنسان، أن يرسل متعقلين إلى عالمه…

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن بداية زمن الصوم

الفاتيكان، الأربعاء 22 فبراير 2012 (ZENIT.org). – إذاعة الفاتيكان – أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وجود الحجاج والمؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء يبدأ اليوم زمن الصوم مع الاحتفال بليتورجية أربعاء الرماد. هذه المسيرة من التوبة وارتداد القلب تعنينا جميعا: تعني الأشخاص الذين يستعدون لسر العماد، ومن ابتعدوا عن الله والكنيسة ويبحثون عن المصالحة معه، ومن يعيشون إيمانهم بشراكة مع الكنيسة. إن شعب الله مدعو ـ خلال الأيام الأربعين القادمة ـ إلى خوض خبرة الانتظار، التطهير والتجارب واختبار أمانة الله لوعوده. نختبر في الوقت نفسه خلال زمن الصوم خطيئتنا وأنانيتنا، وقدراتنا المحدودة نظرا لانتشار العلمنة والمادية وغياب مرجعية الله في حياتنا.
إننا مدعوون للاقتداء بالمسيح الذي علمنا كيف ننتصر على التجارب. البرية هي المكان الذي اختاره الله ليقود فيه شعبه المختار، وفي البرية أيضا تخلى الشعب عن الله وعاد إلى عبادة الأوثان والأصنام مفضلا إلها مرئيا. توجه يسوع إلى البرية ليرفع الصلاة لأبيه السماوي. وقاوم الشيطان الذي اقترح عليه سلوك طريق السلطة والنجاح وهي ليست الدرب المؤدية نحو منح الذات بالكامل على خشبة الصليب. نحن أيضا نكتشف حقيقة الخلاص وفرحه من خلال عيش التجارب بإيمان وصبر والتأمل بمكلمة الله وتطبيقها في حياتنا اليومية وتخصيص فسحات أكبر للصلاة.
وتمنى البابا أن يشكل زمن الصوم هذا فرصة يلمس خلالها المؤمنون حضور الله في العالم والكنيسة، مشيرا إلى أن الصوم زمن مميز ندرك خلاله مسؤولياتنا ونقوم بها كمسيحيين متخذين الخيارات الملائمة ومحافظين على أمانتنا للالتزامات التي اتخذناها بواسطة سر العماد.
وفي ختام مقابلته الأسبوعية العامة وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وذكّر الجميع بأن فعل وضع الرماد على جنين المؤمن مع بداية زمن الصوم يدعونا للنظر بتواضع إلى أنفسنا وجعل الله مركزا ومحورا لحياتنا. وقال إن الصوم هو زمن ملائم لإعطاء دفع أقوى لحياتنا الروحية.