"النبي هو من يوقظ فينا ذكرى الوعد ويدفعنا للسير نحو المستقبل برجاء" هذا ما عبّر عنه البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في يوم الإثنين الثالث من زمن المجيء. وعلّق على قراءات اليوم قائلاً بإنّ النبي هو من يصغي إلى كلام الله ويقدر أن يفهم الوقت ويتنبّأ بالمستقبل "يملك في داخله الأوقات الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل".
وأشار إلى أنّ النبي يعي الوعد الذي حصل في الماضي ويملك في قلبه وعد الله ويعيشه ويتذكّره. ثمّ ينظر إلى الحاضر وينظر إلى شعبه ويشعر بقوة الروح القدس ويتابع نحو المستقبل. النبي هو رجل الأوقات الثلاثة: وعد الماضي؛ تأمل الحاضر؛ الشجاعة لتحديد المسار نحو المستقبل. ويحرص الرب دائمًا على حراسة شعبه من خلال الأنبياء في الأوقات الصعبة، عندما يشعر الناس بالإحباط أو بالدمار وعندما يتساءل الناس: "ولكن يا رب أنت وعدت بذلك؟ فأين أنت الآن؟"
وأضاف البابا فرنسيس: "ماذا حصل بقلب مريم عندما كانت على أقدام الصليب؟ في هذه الأوقات من المهم أن يتدخّل النبي وما من نبي مكرّم من أهل بيته فهو غالبًا ما يتمّ رفضه في الكثير من المرّات. يسوع بنفسه قال للفريسيين بأنّ آباءهم اضطهدوا الأنبياء وقتلوهم لأنهم قالوا الحقيقة التي أصمّوا آذانهم عليها. وعندما يفتقد شعب الله إلى النبوءة فإنه يفتقد إلى الكثير من الأشياء. وهكذا، وكما يقول لنا الإنجيل، دنا إلى يسوع الأحبار وشيوخ الشعب وهو يعلّم وقالوا له: "بأي سلطان تعمل هذه الأعمال؟ ومن أولاك هذا السلطان؟" (مت 21: 23) سألوا عن الشرعيّة: "نحن معلّمو هذا الهيكل". وتابع البابا: "لا يفهمون النبوءات. لقد نسوا الوعد! لم يعرفوا كيف يقرأون إشارات الأزمنة. صمّوا آذانهم وأغمضوا عيونهم وتمسّكوا بالسلطة فحسب!" ثم ذكر البابا حنة أم صموئيل عندما سألت خصوبة الشعب، الخصوبة التي تأتي من قوة الله عندما يوقظ ذكرى الوعد ويدفعنا للسير نحو المستقبل برجاء. وهذا هو النبي! إنه الإنسان الذي يصغي إلى كلام الله!
وختم البابا عظته بالصلاة كالمعتاد: "نصلي في هذه الأيام حيث نستعدّ لولادة المسيح بألا تحرم يا رب شعبك من الأنبياء. كل المعمّدين هم أنبياء. ونحن لم ننسَ يا رب وعدك! دعنا لا نتعب من المسير إلى الأمام... يا رب، خلّص شعبك من روح الأحبار وشيوخ الشعب وساعده ليحظى بروح النبوءة".