"على المسيحي أن يحمل في ذاكرته دائمًا لقاءه الأول مع المسيح و"الرجاء" فيه الذي يدفعه للمضي قدمًا في الحياة متسلحًا "بشجاعة" الإيمان" هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.

ركّز البابا على الجملة الأولى التي استُهلّت بها الرسالة إلى العبرانيين والتي يدعو فيها الكاتب إلى تذكّر العهد الأول الذي فيه تلقينا نور المسيح وأشار إلى أنّ هذا اليوم الذي فيه التقينا بالمسيح علينا ألاّ ننساه أبدًا لأنه يوم "فرح عظيم".

وقال البابا: "إنّ الذاكرة هي أمر مهم جدًا حتى نتذكّر النعمة التي تلقيناها لأننا بذلك نتذكّر الحماس الذي شعرنا به وقتئذٍ، الحماس المنطبع من الحب الأول وإلاّ سنواجه خطر التحوّل إلى مسيحيين فاترين وفاقدي الحماسة" معتبرًا بأنّ المسيحي الذي ينسى لقاءه الأول مع الرب يصبح شخصًا فارغًا روحيًا. وأخبر عن المسيحيين الفاترين الذين نسوا حماسة الحب الأول "نعم، فقدوا الحماس وفقدوا الصبر، فقدوا المسامحة بروح محبة المسيح وتحمّل الشدائد... هؤلاء المسيحيون الفاترون هم بخطر كبير".

وذكر البابا نص إنجيل "عودة الروح النجس" (متى 12: 43 – 45) مشيرًا إلى كل من يقررون اتباع يسوع يطردون الشيطان من حياتهم ولكن حين يعود هذا الأخير ليقرع الباب ويُفتح له من دون توخي الحذر، يسيطر على البيت إذ يجده "خاليًا مكنوسًا مزيّنًا".

وأضاف: "إنّ المسيحي يملك معيارين: الذاكرة والرجاء. حافظوا على الذاكرة لكي لا تفقدوا رجاء الحب الأول الذي ينمّي الرجاء. مرات عديدة يكون الرجاء خفيًا إنما لا بأس على المسيحي أن يمضي قدمًا إلى الأمام ويؤمن بأنّ الرجاء لا يخيّب صاحبه. هذان المعياران هما الإطاران اللذان يمكننا من خلالهما أن نحافظ على الخلاص الآتي من الرب".

وختم البابا معبّرًا عن ألمه برؤية الكثير من المسيحيين الذين ابتعدوا عن مسير يسوع وفشلوا بلقائه قائلاً: "لنسأل الله أن يمنحنا نعمة الحفاظ على نعمة الخلاص الممنوحة لنا".