"مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه". هذه الآية هي بكل تأكيد آية غامضة، وهي موجودة في إطار غامض أيضًا. يبدو وكأنها تشير أوليًا إلى العنف الذي يتعرض له ملكوت الله، إلا أن الإطار الذي توجد فيه الآية لا يسمح بكذا تفسير. وليس هناك في الإنجيل تفاسير تذهب في هذا الاتجاه. 

التفسير الذي يقدمه الكتّاب الروحيون، ومفسرو الكتاب المقدس (مثل غيرهارد لوفينك) هو أن الملكوت يحقق مسيرته ويتحقق في خطوات ثابتة. عمل الله لا يمكن إيقافه. يشارك في عمل الله هذا من لا يراوغ، من لا يضحك على نفسه، من لا يُخبر ذاته قصصًا وخرافات لكي يتشتت عن الأساس.

يشارك في اعتلانه من يراهن على كل شيء ليربح الكل: "من أراد أن يحفظ حياته، يخسرها، ومن خسر حياته لأجلي يخلصها".

الأحلام التي نداعبها في مخيلتنا يأكلها سوس الزمان، في الحياة نملك فقط ما قد استثمرناه.

الخطوبة مسيرة نحو التأله

أراد الله الآب أن يحيا جميع أبنائه في قداسة إبنه يسوع المسيح، وذلك بواسطة عمل روحه الحيّ في قلوب المؤمنين[1]، ولاسيّما من دعوا الى قداسة سرّ الزواج، وأعني الخطّاب. فبعدما نال هؤلاء ختمه السرّي « ختم الحياة الأبدية»[2] دعاهم الى مسيرة التألّه، التي تبدأ في إعداد صحيح لهذا السرّ العظيم. فكيف بإمكان الخطّاب تحقيق روحانية هذا الإعداد؟ وما هو الدور الملقى على عاتقهم لإنجاح تلك المسيرة المسؤولة؟ وهل بإمكان عائلة الناصرة أن تساعد المدعوين الى الزواج في عيش هذا التألّه؟