-         في رأيك أنتْ ، ما هي الخصائص التي تميّز لاهوتك ، أو الطريقة التي تمارس فيها اللاهوت ؟

أجاب البابا بنديكتس : لقد انطلقت من موضوع الكنيسة ، وما زال حاضرًا في كلّ المواضيع . لكن ، ما كان هامّا بالنسبة إليّ ، أن أعمّق قانعتي بإن نعي أنّ الكنيسة ليست بحدّ ذاتها الهدف ، إنّما هي موجودة ليرى الناس من خلالها الله . أعني بهذا القول بإنني أبحثُ موضوع الكنيسة بهدف الإطلالة على الله . وهو ما يعني أنّ الله هو المحور الأساسيّ والنهائيّ لعملي .

لم أحاول أبدًا أن أستنبطَ نظامــًا خاصّا أو لاهوتـا مميّزا  . مميّزاتي هي ، عودًا إلى عباراتك ، إنني وببساطة، أريد التفكير مع إيمان الكنيسة وبوساطته ، وهو ما يعني التفكير مع كبار مفكّري الكنيسة . هذا بعيد عن أن يكون لاهوتا معزولا ومستخلصًا من ذاتي ، بل إنه لاهوت يحاول أن يتّسع قدر الإمكان ، فيما هو يلازمُ طريقة تفكير مشتركة مع الإيمان . لذلك احتلّ التفسير الكتابيّ مقامــًا رفيعًا في نظري . وقد كوّنت " الكلمة " نقطة الإنطلاق الوحيدة : أن نؤمن بكلمة الله ونحاول التعرّف عليها بالعمق وفهمها ، ومن ثمّ التفكير مع كبار أساتذة الإيمان . إنطلاقا من ذلك ، اتّسم لاهوتي بالإنجيل وبآباء الكنيسة ، وخاصّة بأوغسطينوس . أحاول بالطبع ألاّ أتوقّف عند الكنيسة القديمة ، بل أن أتطلّع إلى ذرى الفكر السامية ، وفي الوقت نفسه ، أن أ ُدخِلَ في الحوار تيّارات الفكر المعاصر .

الزواج: طريق سريعة إلى القداسة (1)

لقد كرس البابا فرنسيس في الأيام الأخيرة عدة تغريدات على تويتر لسر الزواج. فقد كتب في 9 أيار: “تتطلب القداسة منح الذات والتضحية كل يوم؛ لهذا السبب فالزواج هو الطريق الأسرع لنصبح قديسين”. ثم تحدث عن الموضوع عينه في 10 أيار، إذ كتب: “إن أسرة يُنيرها الإنجيل هي مدرسة للحياة المسيحية. فهناك نتعلم الأمانة والصبر والتضحية”. نود في هذه السلسلة من المقالات تقديم نظرة إلى مفهوم الزواج في بعض مراحل حياة الكنيسة، لنتوصل في ما بعد إلى تقديم بعض نصائح لعيش الزواج كسبيل إلى القداسة والسعادة.