الروح القدس هو الفنان الذي يصلح فينا أيقونة الله

الأب دانيل أنج يتحدث إلى الشبيبة في فلورنسا

 بقلم روبير شعيب

 فلورنسا، الثلاثاء 19 فبراير 2008 (ZENIT.org). – “كل قديس هو تحفة مميزة يبتكرها الروح القدس الذي يتم تشبيهه بفنان يصلح فينا أيقونة المسيح”، بهذه الكلمات وصف الأب دانيل أنج عمل الروح القدس في تقديس حياة الإنسان.

 ففي يوم الأحد الماضي نظمت جماعة “رقباء فجر القيامة” لقاءً مع الأب دانيل أنج مؤسس مدرسة التبشير “شباب-نور” بعنوان: “قديسي العام 2000، لما لا نوقذهم؟”

 تحدث الكاهن البلجيكي عن الكنيسة كأرض خصبة للنمو بالقداسة، مشيرًا أنها تتألف من قارات ثلاث متمايزة ومترابطة في ما بينها: كنيسة الأرض، كنيسة المطهر وكنيسة السماء.

Share this Entry

 وشرح أن كنيسة الأرض هي “كنيسة العنصرة حيث يصنع الروح القدس القديسين” أما المطهر فهو كنيسة زمن الصوم، زمن التطهير الأخير” وأخيرًا “كنيسة السماء هي كنيسة الفصح الأبدي”.

 وتحدث عن القديسين فوصفهم بـ “النجوم التي تنير ظلام الأرض وتبين لنا مستقبلنا، المكان الذي نسير صوبه، تشير إلى الشرق، المكان الذي تشرق منه الشمس. يقيم القديسون في شباب يسوع الأزلي”، واستشهد بالبابا يوحنا بولس الثاني الذي صرح لدى زيارته ضريح القديس تريز الطفل يسوع في ليزيو بأن “القديسين لا يشيخون أبدًا، بل يشهدون لشباب الكنيسة الأزلي. ليسوا رجال ونساء الأمس بل هم على العكس رجال ونساء الغد، رجال ونساء مستقبل الكنيسة الإنجيلي”.

 “يحقق القديسون الجمال الذي حلم به الله لآدم وحواء، لأن الله خلق الإنسان لكي يتجلى في جمال الثالوث الأقدس”.

 “بعد زلزال الخطيئة، جاء يسوع ليسكب دمه فيعيد إلينا كل مجد الله، والقديسون هم البرهان بأن عمل يسوع الخلاصي يفشل – لأن الشر في هذا العالم يولد فينا الشك بذلك – ولكن في أسوأ الأحوال، يستطيع الروح القدس أن يعد جواهر عظيمة وكبيرة ومشعة. القديسون هم البرهان بأن دم يسوع لم يهرق سدىً”.

 وأضاف: “كل قديس هو تحفة مميزة يبتكرها الروح القدس الذي يتم تشبيهه بفنان يصلح فينا أيقونة المسيح”.

 واستشهد بالمجمع الفاتيكاني الثاني الذي يصرح بأن “القديسين هم أكثر الناس إنسانية، وقد ملأهم بالكلية نور الله”.

 كما وذكر بدعوة يوحنا بولس الثاني لكي يكون الشباب “قديسي الألفية الثالثة”، مذكرًا بأن “القداسة هي هبة يعطيها الله لكنيسة تصلي”.

ثم تحدث عن نعمة المعمودية مشيرًا إلى أن العنصرة الأولى التي يعيشها الإنسان هي لحظة المعمودية، حيث يلج الله الذي يحيط الإنسان من كل صوب في قلب الإنسان، وأشار إلى أننا قديسون بالمعمودية “والمسألة، كل المسألة، هي أن نصبح ما نحن عليه: أن ننمي إرثنا الجيني، فنصبح رويدًا رويدًا ما نحن عليه بالحقيقة. وماذا أصبح عبر المعمودية؟ أصبح طفلاً! لقد أصبحت ابنًا لله وعندما يقول يسوع أن الأطفال فقط هم الذين يلجون في ملكوت الله، فهذا يعني أن كل مسيرة حياتي هي أن أنمو لأصير طفلاً، لكي أبلغ إلى الطفولة الجديدة، إلى طفولتي الأبدية. لقد صار الله طفلاً لكي يهبنا طفولته”.

 وتساءل دانيل أنج: “وكيف صار الله طفلاً؟”

 وأجاب: “في حشا مريم! وعليه، أنا أيضًا يجب علي أن أنمو في الطفولة الإلهية في المكان عينه حيث نما الله في حياته الإنسانية. أتلقى الحياة الإلهية حيث تلقى يسوع حياته الإنسانية. الحميمية مع مريم هي سر القداسة، لأن حشا مريم هو ممتلئ من الروح القدس”.

 وتحدث أخيرًا عن مدارس التبشير فوصفها بأنها “مدارس التأليه” لأن الحياة الأخوية هي “مسيرة رائعة من القداسة تفتح نظرنا النبوي أحدنا على الآخر، وتجعلنا نغار على قداسة بعضنا البعض”.

أسس دانيل أنج مدرسة “شباب نور” (Jeunesse Lumière) في سبتمبر 1984 وهي أول مدرسة للتبشير والصلاة في أوروبا (مع مدرسة “إيمانويل – الله معنا” في باري لو مونيال). وتم الاعتراف بها رسميًا من قبل المجلس الحبري للعلمانيين في روما.

 “رقباء فجر الفصح” هي جماعة من الشباب ينتمون لمختلف الدعوات ولدت تجاوبًا مع نداء البابا يوحنا بولس الثاني في لقاء الشبيبة العالمي في روما (2000)، حيث دعا الشباب لكي يكون أول شهود أمام ذوي سنهم، ورقباء لصبح فجر الألفية الثالثة. ترتبط الجماعة بشكل وثيق بـ “شباب نور”.

 لمزيد من المعلومات من الممكن زيارة المواقع التالية:

www.sentinelledipasqua.it

www.scuoladievangelizzazione.it

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير