روما، الخميس 07 يناير 2010 (Zenit.org) – تشكل نهاية السنة دعوة للتأمل حتى بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر الذي يقدم عادة تقييماً للسنة المشرفة على النهاية خلال لقائه مع الكرادلة وأعضاء الكوريا الرومانية لتبادل المعايدات الميلادية.
حلل جيوفاني ماريا فيان، محرر الصحيفة الفاتيكانية شبه الرسمية، كلمة الأب الأقدس في 21 ديسمبر. ووصف تقييم البابا لسنة 2009 كسنة "في حضور الله".
ولفت فيان قائلاً: "لقد اختار البابا الرحلات الدولية الثلاث المهمة التي قام بها خلال السنة – إلى إفريقيا، والأراضي المقدسة، وقلب أوروبا – لتوسيع التأمل حول الإنسان الذي يعيش في حضور الله – سواء كان يدرك ذلك أو لا يدركه. ففي الواقع أن بندكتس السادس عشر مهتم بإظهار هذه الحقيقة خلال سنة انقضت إلى حد كبير "تحت شعار إفريقيا"، ومن خلال رحلة حج إلى الأراضي التي وُعد بها موسى ومر بها يسوع مبشراً ومفتتحاً ملكوت الله، إضافة إلى الزيارة إلى الجمهورية التشكية في قلب أوروبا التي تحررت مجدداً خلال السنوات العشرين الماضية والتي تعيش بسلام على الرغم من ثقل الانقسامات الجديدة وأعمال الظلم والتعصب".
قال المحرر أن البابا ركز "كالعادة" على النقاط الأساسية، وتمكن من تقديم "واقعية متنبهة" غالباً ما تكون مفقودة لدى الزعماء السياسيين.
أضاف فيان: "يكمن الأمر الأساسي في فكرة أن السماء لم تعد مغلقة وأن الله قريب. لذلك، يعيش الكاثوليك الأفارقة يومياً معنى القداسة، ويقبلون الأولية البابوية كـ "نقطة التقاء واضحة لوحدة عائلة الله"، ويحتفلون بالطقوس السارة والمنظمة التي ذكّرت بندكتس السادس عشر بـ "الثمالة الواعية" sobria ebrietas التي يقدرها التصوف القديم اليهودي والمسيحي".
كما أشار فيان إلى أن البابا دعا إلى المصالحة كحاجة ملحة في إفريقيا، كما في "أي مجتمع آخر".
ولفت قائلاً: "تتم المصالحة أولاً في سر التوبة"، حسبما أكد الأب الأقدس. واقترح أن هذا السر فُقد إلى حد ما لأن الإنسان لم يعد يرى حقيقة نفسه وحقيقة الله.
كذلك شدد محرر لوسيرفاتوري رومانو على أن بندكتس السادس عشر ذكر بالزيارة إلى النصب التذكاري للمحرقة "ياد فاشيم" في القدس.
لكنه اعتبر أن "الصورة الأكثر لفتاً للنظر" في كلمة البابا تتمثل في دعوة الكنيسة إلى إنشاء نوع من "باحة الأمم" كباحة الهيكل في أورشليم.
وأشار فيان إلى ما قاله بندكتس السادس عشر "على مثال المسيح، ينبغي على الكنيسة أن تفتح مجالاً لكافة الشعوب، وللأشخاص الذين لا يعرفون الله جيداً أو لأولئك الذين لا يعرفونه أبداً ويعتبرونه غريباً عنهم، لمساعدتهم على "فهم الله" الذي يعيش كل إنسان في حضوره".