بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 21 يناير 2010 (Zenit.org). – تقدم الخطوط العريضة لجمعية سينودس الأساقفة الخاصة التي ستعقد في أكتوبر المقبل، والتي قدمت نهار الثلاثاء في الفاتيكان نظرة موسعة للتحديات العديدة التي يواجهها المسيحيون في دول الشرق الأوسط.
الوضع السياسي
التحدي الأول الذي يواجهه المسيحيون ينبع من الصراعات السياسية والعسكرية العديدة القائمة حاليًا في المنطقة.
على سبيل المثال، تتحدث الوثيقة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية الذي يجعل الحياة اليومية والدينية صعبة.
كما وتلفت إلى الوضع في العراق، حيث أدت الحرب إلى إطلاق العنان لقوى الشر في البلاد، مؤدية إلى العديد من الضحايا. وتوضح الوثيقة أن المسيحيين هم “الضحايا الأساسيين” لأنهم يشكلون الجماعة الأصغر عدداً والأضعف بين الجماعات العراقية”.
وتشير الوثيقة أيضًا إلى الحالة الخاصة في لبنان، حيث يشارك المسيحيون في الحكم ولكنهم ينقسمون “انقساماً عميقاً على الصعيد السياسي والطائفي، ولا يملك أحد مشروعاً يحوز قبول الجميع”.
وفي مصر، أشارت الوثيقة إلى تنامي الإسلام السياسي من جهة، وانسحاب المسيحيين عن المجتمع المدني، الأمر الذي يعرض حياة المسيحيين لظاهرة “عدم التسامح، وعدم المساواة، وعدم العدالة”.
حرية المعتقد والضمير
التحدي الثاني الذي يواجهه المسيحيون في الشرق الأوسط هو الحرية الدينية فالمشكلة في هذه المنطقة من العالم أن الاعتقاد الديني ليس مسألة شخصية بل اجتماعية وقومية، ولذا تغيير الانتماء الديني يُعتبر “خيانة للمجتمع، وللثقافة، وللأمة المبنية أساسيا على تقليد ديني”. هذا ويُعتبر تغيير الدين كثمرة “اختطاف مُغرَض” وغالبًا ما تحظر قوانين الدول المسلمة الارتداد عن الدين الإسلامي. وبالحديث عن الارتداد عن الدين المسيحي، صرحت الوثيقة أن التغيير غالبًا “ما لا يكون بسبب الاقتناع الديني، بل لمصالح شخصية، أو تحت ضغوط الجذب الإسلامي”.
المسيحيون والإسلام السياسي
والتحدي الثالث الذي يواجه المسيحيين هو ظاهرة الإسلام السياسي التي تشهد تصاعدًا كبيرًا منذ عام 1970 تقريبًا. فهذه الظاهرة تحمل معها عدة تيارات سياسية تحمل إسم الدين وتفرض الشريعة في المجتمعات العربية والتركية والإيرانية، لاعتبارها أن الابتعاد عن الإسلام هو مصدر الويلات وأن “الإسلام هو الحل”. ولذا لا يتردد البعض بفرض هذا الحل أحيانًا بالقوة.
الهجرة
تشكل الهجرة تحديًا آخر يواجه المسيحيين، وخصوصًا في العقود الأخيرة، حيث يشكل البعد الديني إحدى الدوافع الأساسية للهجرة. فالمجتمع الدولي غالبًا ما يتجاهل المسيحيين، الأمر الذي يؤدي إلى استفحال ظاهرة الهجرة.
واعتبرت الوثيقة أنه يمكن الحد من هجرة المسيحيين من خلال تأمين فرص عيش كريم في بلادهم، وأيضًا من خلال “تنمية الوعي لديهم بمعنى حضورهم” كشهود للمسيح في المجتمع.