الالتزام بالعمل لأجل وحدة المسيحيين هو واجب على كل تلميذ للمسيح

Share this Entry

الفاتيكان، الاثنين 25 يناير 2010 (Zenit.org). – احتفل البابا بندكتس السادس عشر مساء اليوم الاثنين بصلاة الغروب في بازيليك القديس بولس الخارج بمناسبة عيد ارتداد القديس بولس وتزامنا مع ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين.

انطلق البابا من خبرة بولس كرسول موضحًا أن بولس، رغم أنه يذكر جيدًا ماضيه كمضطهد للمسيحيين، لم يكن يتردد في تسمية ذاته رسولاً. وشرح البابا أن ركيزة تلك التسمية هي لقاؤه بالرب القائم من الموت على طريق دمشق.

بفضل هذا اللقاء بالمسيح الظافر، سيبدأ بولس نشاطًا إرساليًا لا يكل، لن يوفر فيه جهدًا لكي يعلن لكل الأمم ذلك المسيح الذي التقى به شخصيًا.

ولفت البابا إلى أن الدينامية عينها هي فاعلة في إنجيل تلميذي عماوس. فالتلميذات يلتقيان بالرب الذي يعزيهما، يتغلب على مخاوفهما وشكوكهما، ويقاسمهما مائدتهما ويفتح قلبيهما لفهم الكتب، مذكرًا إياهما بما كان يجب أن يتم وبما سيشكل نواة التبشير المسيحي: آلام، موت وقيامة الرب وإعلان غفران الخطايا باسمه في المعمورة بأسرها.

وبالحديث عن خيار موضوع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لهذا العام، أي الدعوة إلى شهادة مشتركة للمسيح القائم بحسب المهمة التي أوكلها إلى التلاميذ، ذكر بندكتس السادس عشر بأنها ترتبط بالذكرى المئوية للمؤتمر الإرسالي الذي عقد في أديمبورغ في اسكوتلندا، والذي يعتبره الكثيرون كحدث مصيري في ولادة الحركة المسكونية الحديثة.

في صيف 1910، في العاصمة الاسكوتلندية التقى أكثر من ألف مرسل من مختلف التوجهات البروتستانتية والأنغليكانية، وانضم إليهم ضيف أرثوذكسي للتفكير سوية حول ضرورة التوصل إلى الوحدة لإعلان إنجيل المسيح بمصداقية.

وأوضح الأب الأقدس أن رغبة إعلان المسيح للآخرين وحمل رسالة المصالحة إلى العالم تجعلنا نختبر تناقض انقسام المسيحيين. فكيف يستطيع غير المؤمنين أن يقبلوا بشرى الإنجيل إذا كان المسيحيون، الذي يزعمون الانتماء للمسيح الواحد، مختلفين في ما بينهم؟

وتابع: “لا تنقص، للأسف، المسائل التي تفصلنا بعضنا عن بعض والتي نرجو أن يتم تجاوزها من خلال الصلاة والحوار، ولكن هناك مكنون محوري في رسالة المسيح نستطيع أن نعلنه سوية: أبوة الله، انتصار المسيح على الخطيئة والموت بصليبه وقيامته، الثقة بعمل الروح المحوّل”.

ثم قال: “بينما نحن في مسيرة نحو ملء الوحدة، نحن مدعوون لتقديم شهادة مشتركة أمام التحديات المتزايدة في زمننا، مثل العلمنة واللامبالاة، النسبية والبحث المفرط عن اللذة، المواضيع الأخلاقية الدقيقة المتعلقة ببدء ونهاية الحياة، حدود العلم والتكنولوجيا، الحوار مع التقاليد الدينية الأخرى”.

 وأضاف: “هناك أيضًا حقول يجب أن نقدم فيها منذ الآن شهادة مشتركة: الحفاظ على الخليقة، تعزيز الخير المشترك والسلام، حماية محورية الشخص البشري، الالتزام في التغلب على بؤس زماننا، مثل المجاعة، الفاقة، الأمّية، والتوزيع غير العادل للخيرات”.

وختم بالقول: “الالتزام بالعمل لأجل وحدة المسيحيين ليس واجبًا يترتب على البعض وحسب، ولا عمل ثانوي في حياة الكنيسة. كل منا مدعو لكي يقدم إسهامه للقيام بتلك الخطوات التي تحمل نحو الوحدة الكاملة بين جميع تلاميذ المسيح، دون أن ننسى أبدًا أنها قبل كل شيء هبة من الله يجب أن نطلبها دومًا. بالواقع، إن القوة التي تعزز الوحدة والشركة تنبع من اللقاء الخصب والمتقد بالقائم من الموت”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير