القاهرة، الجمعة 8 يناير2010 (Zenit.org) . –  أعلم موقف الأقباط الكاثوليك في مصر عن وفاة الأب والراعي والمطران الحبيب نيافة الأنبا يوسف إبراهيم صراف، مطران الكلدان بمصر، موضحًا أن الأسقف الراحل ترك خلفه "إرثا روحيا وفيرا من المحبة والخدمة والعطاء والتفاني، ومثالا حيا للراعي الصالح الذي يخدم رعيته حتى أخر أنفاسه بمحبة ومجانية".

وشرح الموقع أن الأسقف انتقل إلى بيت الآب صباح اليوم الخميس 31 ديسمبر إثر ازمة قلبية حادة ، هذا وقد سجي جسده ببازليك السيدة فاطيما بمصر الجديدة اعتبارا يومي الخميس والجمعة لالقاء النظرة الاخيرة.

كما وأقيمت صلاة الجناز والخارجة يوم السبت 2  يناير 2010 الساعة 12 ظهرا ترأسها البطريرك عمانوئيل الثالث بطريرك الكلدان الكاثوليك وغبطة البطريرك الانبا انطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك، وسفير الكرسي الرسولي مايكل فيتزجرلد، وجميع الأساقفة أعضاء السينودس البطريركي وسائر أساقفة الطوائف الأخرى  بكنيسة سانت فاتيما بمصر الجديد.

 الأنبا صراف في سطور:

هذا وقدم الموقع لمحة عن حياة المطران يوسف صراف الذي ولد بالقاهرة في أكتوبر 1940. وبعد أن أتم دراسته في مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالفجالة- القاهرة، التحق بالمعهد الاكليريكي بالمعادي (كلية العلوم الإنسانية واللاهوتية حالياً). ثم أوفد في بعثة إلى روما بكلية نشر الإيمان لأتمام دراساته الفلسفية واللاهوتية، وحصل على الليسانس في الفلسفة واللاهوت، وسيم كاهناً بروما في ديسمبر 1964. ثم تخصص في القانون الكنسي والمدني بجامعة اللاتران وحصل على درجة الدكتوراه في كليهما.

عمل في أمانة سر المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. ثم عين في السكرتارية العامة لسينودس الأساقفة منذ تأسيسها عام 1967 حتى عام 1984. وسيم أرشيدياكون للبطريركية الكلدانية وعين وكيلا لها بروما. عمل مستشاراً للجنة البابوية لمراجعة القانون الكنسي الشرقي ومستشاراً لمجمع الكنائس الشرقية في روما.

أنتخبه السينودس البطريركي في 6 فبراير عام 1984 أسقفاً لايبارشية القاهرة للكلدان خلفاً لمثلث الرحمات المطران افرام بدي وسيم في 13 مايو 1984 بوضع يد مثلث الرحمات البطريرك بولس الثاني شيخو في مصر في كنيسة العذراء سيده فاتيما.

والمطران يوسف صراف كان يقوم حتى يومنا هذا بتدريس القانون الكنسي الشرقي في الجامعة الحبرية الاوربانية بروما. وهو عضو مجلس إدارة المجلس البابوي للأسرة، كذلك أحد أعضاء المجلس الدائم لهيئة المجالس الاسقفية لأفريقيا ومدغشقر، ويعمل مستشاراً لمجمع الكنائس الشرقية والمجلس البابوي لتفسير النصوص القانونية. تعين في 4 مايو 1993 زائراً رسولياً للكلدان في أوربا.

لقاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بسيادة المطران جيرالد كيكاناس

بيروت، الخميس 7 يناير 2010 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي البيان الذي صدر عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان عقب لقائهم بسيادة الأسقف جيرالد كيكاناس.

* * *

عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان اجتماعًا مع سيادة المطران جيرالد كيكاناس، راعي أبرشية تكسون ونائب رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يقوم حاليًا بزيارة إلى لبنان، وذلك عند الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الخميس في 7/1/2010، في المقر البطريركي في بكركي.

افتتح صاحب الغبطة والنيافة، الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، رئيس المجلس، الاجتماع بصلاة. ثم القى كلمة رحب فيها بسيادة المطران الضيف ومرافقيه، وشكر من خلاله مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأميركية على الاهتمام الذي اولاه ويوليه لكنيسة لبنان وشعبه، خصوصًا خلال سنوات الحرب اللبنانية. وثمّن زيارته إلى لبنان وما تحمله من دعم كنيسة الولايات المتحدة لكنيسة لبنان، واعرب له عن تقدير المجلس للروابط الاخوية التي تجمع الكنيستين. كما نقل إليه تجاوب المجلس مع رغبته في الاطلاع على التحديات التي تواجه كنيسة لبنان وشعبه، وعقد هذا اللقاء، ليتمكن من تكوين صورة واضحة عنها ونقلها إلى الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.

ثم تحدث سيادة المطران رولان أبوجودة رئيس هيئة المجلس التنفيذية عن التحديات التي تواجه المسيحيين في لبنان، وهي على نوعين: تحديات داخلية واهمها مخلّفات الحرب، من تهجير وهجرة، وحضور اللاجئين الفلسطنيين والسلاح المنتشر داخل مخيماتهم وخارجها، وترسانة السلاح الخاصة بحزب الله، والتقلّص الديمغرافي، والمسألة التربوية في مجتمع غير مستقر اقتصاديًا وسياسيًا، ومتعدد الديانات، والانقسامات داخل الصف المسيحي، وخفوت قوة المسيحيين السياسية والاقتصادية وحضورهم الضعيف في الحقل العام.

وتحديات خارجية واهمها تملك الاجانب، وتوسع تملك غير المسيحيين، وظهور تيارات اصولية اسلامية، وعدم الاستقرار في المنطقة وما يسببه من هجرة، وضعف الكنائس الشرقية بسبب عدم امتداد سلطتها على قسم كبير من ابنائها الموجودين في الانتشار، وسياسات الدول الغريبة التي لا تهتم لمصير المسيحيين بل تسعى وراء مصالحها في المنطقة.

ثم تابع سيادته الكلام فتطرق إلى مبادرات الكنيسة لمواجهة هذه التحديات، وفي مقدمها ضرورة الشهادة المسيحية التي تمارسها الكنيسة بحرية وثبات، حصوصًا من خلال مؤسساتها التي تخدم الانسان والمجتمع دون تفرقة في ميدان التعليم والاستشفاء والعمل الخيري. كما تقوم الكنيسة بمشاريع سكنية واجتماعية من خلال المؤسسة الاجتماعية المارونية وصندوق التعاضد وبعد حرب تموز 2006 نسّقت اعمال جمعيات التطوع في منطقة الجنوب. وفي المجال التربوي، تسعى الكنيسة من خلال المدارس الكاثوليكية واللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الاسلامي، إلى تعزيز ثقافة الانفتاح والحوار وتقبل الآخر لدى الشبيبة الطالعة، وابناء المجتمع، وإلى ترسيخ حوار الحياة دعمًا للانتماء الواحد للبنان الرسالة. وتعمل الكنيسة الكاثوليكية في لبنان بروح مسكونية من خلال حضورها في مجلس كنائس الشرق الأوسط ومن خلال عمل اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية. وفي مجال العمل الاجتماعي والسياسي تشدّد الكنيسة في تعليمها وفي مبادراتها العملية على العمل من اجل الخير العام والترفع عن المنافع الخاصة، خدمة للعدالة الاجتماعية والسلام بين الناس ولبناء مستقبل افضل للاجيال الطالعة. وفي سبيل ذلك، تسعى خصوصًا إلى الحفاظ على وحدة المسيحيين وتوحيد نظرتهم إلى العمل السياسي، وقد وضعت لذلك “شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان”. وفي مجال نشركلمة الله وتعليم الكنيسة، تشجع الكنيسة في لبنان الاعلام المسيحي، من خلال عمل اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام، وخصوصًا ما يقوم به تلفزيون تيلي لوميار ونورسات واذاعة صوت المحبة. وانهى سيادته الكلام آملاً ان تبقى الكنيسة حاضرة لمواجهة التحديات المتزايدة في الوطن والمنطقة، بمساعدة ومؤازرة الكنيسة الجامعة.

بعد ذلك، أخذ نيافة رئيس المجلس الكلام مجدّدًا فقال إن الكنيسة في لبنان تدرك أن رسالتها كانت وما تزال حمل الصليب واتباع المسيح، وذلك منذ الفي سنة وحتى اليوم في قلب الضيقات والاضطهادات. وهي ستستمرّ في ذلك دون تردّد ويأس، متّكلة على عناية الله الأبويّة وحماية العذراء وشفاعة القدّيسين الذين من مثلهم نأخذ الشجاعة والجهاد. ولا ننسى أصدقاءنا الطيبين في المنيسة الكاثوليكيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة. ان كنائسنا في لبنان تجاهد بصلاتها وعملها في مواجهة الصعوبات “لعلمها ان الشدّة تلد الثبات والثبات يلد فضيلة الاختبار، والاختبار يلد الرجاء، والرجاء لا يخيّب صاحبه”.(روم 5/3-5).

الخوراسقف وهيب الخواجه