ميلانو، الإثنين 20 أغسطس 2012 (ZENIT.org). – ننقل إليكم فيما يلي رسالة الكاردينال سكولا للمسلمين لتهنئتهم بعيد رمضان الكريم.
***
للمرة الأولى في مدينة القديس امبروزيوس، يسعدني أن أنقل إليكم رسالة التهنئة، التي وجهها المجتمع الحبري للحوار بين الأديان، لمناسبة انتهاء الصيام في شهر رمضان.
أثناء مهمتي في فينيسيا كبطريرك لهذه المدينة، التي تشكل بوابة أوروبا نحو الشرق ومكانا تاريخيّا للتبادلات الكثيفة بين المسيحيين والمسلمين، عبّرت أكثر من مرة، عن أهمية المخالطة التي ترمي إلى التعارف المتبادل بين مختلف الأشخاص والتقاليد. ولقد توطّدت خبرة تلك السنوات عبر نشرات متنوعة، وخصوصا من خلال إنشاء المؤسسات الدوليّة “الواحة”، التي تصدر عنها، بين اشياء أخرى ، مجلة متخصصة في عدة لغات.
من جهتها، دأبت الأبرشيّة الأمبروزية في ميلانو، ومنذ وقت، بدافع من ظاهرة الهجرة الكثيفة من بلدان افريقيا الشمالية، على الالتزام بالتعرّف على العالم الديني والاسلامي وعلى التعريف بطبيعة الخبرة المسيحيّة، كما يوثق لذلك الخطاب الذي وجهه الكاردينال كارلو ماريا مارتيني إلى المدينة، أثناء صلاة الغروب في كنيسة القديس امبروزيوس سنة 1990، تحت عنوان “نحن والاسلام”.
أيها المؤمنون المسلمون الأعزاء، إنكم تختتمون زمن الصيام المقدس، الذي يروّض الروح والجسد (مع ما فيه من عناء إضافي في هذه المرحلة من الصيف) لمشيئة الله. نودّ أن تشعروا بقربنا منكم في صلاتنا واهتمامنا. وفي هذه السنة، يتوجه اهتمامنا، بنوع خصوصي، إلى الأجيال الصاعدة. فالشأن التربوي هو، في الحقيقة، لبّ رسالة التهنئة هذه، التي يوجهها إليكم المجتمع الحبري للحوار بين الأديان. يشعر المسيحيون والمسلمون اليوم بالمسؤولية المشتركة لمواجهة عقلية شائعة ترمي إلى تفريغ الحياة من مضامينها الدينية، علما بأن العدالة والسلام لا يترعرعان إلا إذا اعتبرناهما جوابا على دعوة إلهية.
يجب أن نعمل معا لتكذيب من يتهم الدين بتأجيج الفوضى، والحروب، والعنصرية، والتصرفات اللانسانية. لهذا من الضروري أن نكشف القناع عن كل الذين يستخدمون الإيمان كأداة لدفع الشباب إلى الحقد والعنف الكلامي والأدبي والجسدي. ما نرجوه لكم من كل قلوبنا هو أن يكون عيدكم القريب حافلا بالخير والبركة.
الكاردينال انجلو سكولا Card. Angelo Scola
رئيس اساقفة ميلانو