روما، الخميس 23 أغسطس 2012 (ZENIT.org).- ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع لبروفيسور الإيطالي ماسيمو إنتروفيني، العالم بالمجتمع والمؤرّخ، حيث يشرح أوضاع المسيحيين في نيجيريا في ظل الأعمال الإرهابية التي يتعرضون لها من قبل مجموعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة.

في مثل هذه الحالة لا يمكن للحوار وللشرطة أن يفعلا الكثير

يجب حلّ بعض المسائل هنا بشتّى الطرق الممكنة، من ضمنها خيار عسكري لا يمكن استبعاده ولكن يتطلّب الكثير من الاحتياط. حالياً، إنّ مجلس أمن الأمم المتحدة يمنع اللجوء إليه طالما أنّ طبيعة المبادرات العسكرية التي عرضتها الجماعة الاقتصادية لشرق إفريقيا  ليست واضحة. هناك دول أخرى ترى الأمور بمنظار مختلف مثل بوركينا فاسو التي ترغب في بسط الحوار على إحدى المنظمات الأصولية الإسلامية أمّا النيجر فيرفض هذا الحوار. وبالتالي، طالما أنّ الأمور لم تتوضّح، لن نغامر باللجوء إلى حلّ عسكري.

الحل العسكري الذي لا يمكن استبعاده في بعض الحالات؟

من المؤكّد أنّه لا يمكن استبعاد الحل العسكري في مالي لأنّها منطقة تشبه قليلاً جزر السلحفاة للقراصنة. من يريد يذهب إلى هناك ليفتح مكتب تجارة أسلحة وغرس عقائد. أمّا بالنسبة إلى نيجيريا، فحالة مالي حاسمة. فليس صدفة أنّ نيجيريا قد أفادت مع دول أخرى أنّه في حال التدخّل العسكري، ستلجأ إلى مساعدة القبائل.

كيف يمكن تجنّب اضطهاد المسيحيين؟

إنّ الحوار هو من الأسس التي بنيت عليها مقاومة اضطهاد المسيحيين. وهي الأساس الأكثر وضوحاً وحسماً نظراً إلى أنّه في كلّ نهار أحد يموت المسيحيون وتبان أزمة الشرطة. الحوار مهمّ لخلق جو من التعاون والثقة واللقاءات لا المواجهات إلّا أننا لن نجد نتائج هذا الحوار إلّا بعد سنوات. وفي انتظار ذلك، نلحظ أنّه في كل نهار أحد لا يعلم المواطن النيجيري الذي يقصد الكنيسة ما إذا كان سيعود إلى منزله وهذا يجيب أيضاً عن وضع الأمن وفعالية الشرطة.

هل تعمل إيطاليا على تدريب عناصر الشرطة؟

أجل وهي بمثابة مبادرة ثنائية، لأنّ إيطاليا مقتنعة بأنّه لا يمكننا تخطّي رأس الحكومة النيجيرية والتي هي حكومة ديمقراطية وحكومة صديقة حيث الرئيس مسيحي. وبالتأكيد ليست الحكومة من يثير الخلافات وليست أيضاً الضحية. ولمسألة الأمن أبعاد خارج نيجيريا.

هل نجد في نيجيريا أكثرية صامتة لا تريد هذا العنف؟

أجل، وهي تريد الحوار بين الأديان. إنّ استفتاءً أجري حديثاً يبيّن أنّ 70% من مواطني نيجيريا يدعمون الحوار بين الأديان كحلّ حتى وإن لم يعربوا عن ذلك عليناً.