بقلم آن كوريان
روما، الجمعة 27 يوليو 2012 (ZENIT.org).- في كلّ صيف، تشهد السوق القديمة في كوت دارمور في بريطانيا حجّاً إسلامياً مسيحياً بمناسبة عيد “مغفرة النيام السبعة”.
هذا الحج بين الأديان قد جرى هذه السنة في أواخر شهر يوليو. وكالعادة، توالت احتفالات مسيحية وإسلامية.
دعوة إلى السلام
ترأّس الأب جان جاك بيريناس، مدير المعهد الدومينيكاني للدراسات الشرقية في القاهرة، قداساً حيث تضمنت عظته ما يلي: “من الصعب تعزيز المصالحة لأنّ كلّ شخص هو مشارك في هذا العنف الذي يجوب العالم ضمناً العائلات والمجتمعات وأماكن العمل”.
أعرب الأب الدومينيكاني عن دعوة ثلاثية، فقد دعا أولاً “إلى الاهتمام بأماكن اللقاءات المشتركة بين المسيحيين والمسلمين بمحبة”، و”المجيء إلى أماكن اللقاءات هذه التي تكون أحياناً أماكن انقسام، ونحن مجرّدون من الأسلحة”، وأخيراً دعا إلى “عيش بداية روحية” من خلال الصلاة أي “النزول قليلاً للدخول في سر تعددية السبل تجاه الله حيث تواجهننا رفقتنا مع المسلمين”.
كما أشار الأب بيريناس إلى أن الشرق الأوسط “الذي يواجه تحديات كثيرة” يعيش أيضاً “أملاً عظيماً” وهو “التحرر من قرون من الحكم الاستبدادي والمضطهد والفاسد، ومنح السكان حقوقهم ناهيك عن تعزيز العدالة والرعاية”.
إنّ “مغفرة النيام السبعة” هي ذكرى لسبعة فتيّة مسيحيين حكم عليهم في أفسس من قبل الإمبراطور الروماني ديسيوس. يعرف بأنّهم قد دفنوا أحياءً ليقوموا من جديد بعد قرنين، ومن هنا اتّخذوا لقب “النيام السبعة”.
هؤلاء الشهداء معبودين من المسيحيين ومن المسلمين ولويس ماسينيون الذي توفي منذ 50 عاماً، هو من دعا إلى هذا الحج المشترك بين الديانتين لفرض علاقات هادئة وموثوقة.
جرى الحجّ الأول عام 1954 في السوق القديمة حيث نجد رموز ولاء القديسين السبعة والتي تعود للقرن السابع.
المغفرات البرُتُنية
في كل صيف يحتفل بأكثر من 1200 مغفرة في برُتانيْ وهي عبارة عن أعداد من الحاجّين يحتفلون بالإيمان الشعبي البرُتُني وبالتقوى المحلّية للقديسين.
من بين المغفرات الأكثر شهرة نجد “المغفرة الكبيرة” للقديسة آن والتي يتم الاحتفال بها في سانت آن دوراي حوالى 26 يوليو. إنّ “المغفرة الكبيرة” هي فرصة “حج عالم الصحة” الذي تنظمه أبرشية فان.
إنّ أيّام “المغفرة الكبيرة” للقديسة آن تتضمّن قداديس وسهرات صلاة حيث يلبس البرُتُنيون ملابسهم التقليدية.
هذه السنة، ترأّس الاحتفال المونسينيور أناتولي ميلاندو، رئيس أساقفة سانت آن في برازافيل في الكونغو.
وبمناسبة قدومه، نظّم معرض حول العلاقات بين أبرشية فان والقارة الأفريقية وذلك من نهار الخميس 19 يوليو وحتى نهار الجمعة 21 سبتمبر 2012.
يبيّن المعرض دعم فرنسا وأبرشية فان لجمهورية كونغو الديمقراطية في إطار إعادة تشييد الكاثدرائية الشقيقة، كاثدرائية القديسة آن من برازافيل التي تمّ تدميرها خلال الحرب الأهلية عام 1997.
