بقلم الأب د. سميح رعد
روما، الخميس 23 أغسطس 2012 (ZENIT.org). – هل يوجد روحانيَّة خاصّة للعمل الرعائي اليوم؟ هل الحياة الروحيَّة والعمل الرعائيّ هما اليوم واقعان متوازيان؟ أم هما مكمِّلان لبعضهما البعض؟ أم هما متواصلان؟ بمعنى آخر، أريد البحث في هذا الموضوع عن مصادر الغذاء الروحيّ لكاهن الرّعيّة.
واقع الحال يقول إنَّه بقدر ما هناك كهنة رعايا هناك روحانيَّات، لأنّه لا يوجد “فرائض”[1] خاصّة لكهنة الرعايا، بل هناك توصيات عامّة موزّعة هنا وهناك في المجامع العامة والخاصة أو في القوانين والدساتير الكنسيَّة أو القرارات أو الرسائل البطريركية أو البابويَّة، أو في روحانيَّات لجمعيَّات كهنوتيّة يختارها كاهن الرّعيّة حسب رغبته أو ذوقه الروحي… الرهان اليوم، هو في التمييز بين العناصر الأساسية التي تبعث الحياة في روحانية الكاهن لتؤجج عمله الرعائي في هذا الزمان المليء بالتغيرات القيميَّة والأدبيَّة.
اخترت مدخلاً، وهو السّرّ الفصحيّ، قلب الإيمان المسيحي، وهو الذي يتجلَّى في كلّ المقامات المسيحيّة. لذلك اقترحت ثلاث واحات دائمات في حياة كاهن الرّعيّة ومعاونيه العلمانيّين، هذه الواحات من المفترض أن تكون ينابيع فرح وغذاء روحي! مستمدَّة من ثالوثيَّة هذا السّرّ: الحياة والموت والقيامة.
هذه القراءة مقدَّمة لواقع كنيستنا في العالم العربيّ ولخصوصيّة مجتمعاتنا المتعدّدة فيه. هذا المجتمع المتنوِّع التركيبات، كفسيفساء فيها الكثير من الأشكال والألوان، داخل مجموعة مختلفة من الكنائس والتيَّارات المسيحيِّة من جهة أولى، ومن معتقدات غير مسيحية من جهة أخرى. هذه القراءة تطمح أن تقدم مساهمة في حقل روحانية العمل الراعويّ في بدايات الألفية الثالثة.
[1] – الفرائض هي القوانين الكنسيّة الخاصّة بالرهبان أو الجمعيّات الكهنوتيّة.