***بقلم ماري يعقوب
ريميني، الإثنين 22 أغسطس 2012 (ZENIT.org). – استمرت اللقاءات والمناقشات في ريميني، وموضوع الحريّة الدينيّة كان من أهم هذه المواضيع، وقد طرح في مؤتمر السياسية الدوليّة والحريّة الدينيّة، وذلك مساء يوم الجمعة الماضي. ترأس هذا اللقاء روبيرتو فونتولان، رئيس المركز الدولي للشركة والتحرير.
شاركت في هذا اللقاء شخصيّات بارزة دينيّاً، سياسيّاً ودبلوماسيّاً، من بينها ناصر عبد العزيز الناصر، رئيس الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، جوليو تيرسي دي سانت أغاتا، وزير الخارجيّة الإيطاليّ والكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان.
وبكلمته تحدّث الناصر عن قلقه إزاء انتهاكات الحريّات في العالم، التي تزداد يوماً بعد يوم للأسف الشديد. قائلاً: "لا تزال هذه المسائل تزعجنا" وأكّد على التزام الأمم المتحدة في هذا المجال. وبعدها أعلن عن نشر الفيلم الوثائقيّ حول موضوع التسامح والذي يحمل عنوان ’ما وراء الخير والشر’. وأضاف أن "على البشريّة بناء جسور قويّة لتتحمل الخلافات".
ومن ناحيته أعلن وزير الخارجيّة جوليو تيرسي دي سانت أغاتا عن إرادة بلاده إيطاليا بالتحاور مع جميع الشعوب الشرق أوسطيّة، على الصعيد الإقتصادي والثقافي. وأكّد على الزيادة النسبيّة في التجارة بين إيطاليا وبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأن إيطاليا تحترم الأقليات الدينيّة، وبالأخص المسيحيين. وذكّر بأن الموضوع الديني هو موضوع أصبح منذ وقت بالنسبة لأوروبا هامشيّاً، ولذلك يجب إعادة القيم الأساسيّة كالحريّة الدينيّة وحقوق الإنسان.
أمّا الكاردينال توران فقد قال بأن الحديث عن الحريات الدينيّة كثير لأنها منتهكة باستمرار، وذكّر بقضيّة الطفلة المحكوم عليها بالإعدام في الباكستان. وأكّد بأن الحريّة الدينيّة ترتكز على طبيعة المرء كما خلقه الله، ولذلك فلا "يجوز للدولة أن تتدخل في الحياة الدينيّة، على الأقل حتى لا يتمّ انتهاك حقوق الآخرين"، وعلى الحكومة إذاً "أن تأخذ بعين الاعتبار بأن الإنسان في الأصل دينيّ، وأن الديانة هي جزء مهمّ في المجتمع، وأن العالم دون الله هو عالم غير انسانيّ".
وأختتم توران قائلاً: "يصبح الإنسان كبيراً عندما يجعل من حياته الردّ على حب الله". وواصفاً الطريق نحو الحريّة الدينيّة قال إن"الطريق طويل"، حيث يجب على كل انسان أن "يقوم بدوره، دون انتظار الآخرين مستخدماً الـ’أنا’ الإنساني بشكل كامل".