بقلم الأب د. سميح رعد
روما، الجمعة 31 أغسطس 2012 (ZENIT.org). – من المفترض أن يشكِّل “العمل الراعويّ مع الشباب” اهتمامًا أساسيًّا لكاهن الرّعيّة، وأن يأخذ من وقته وطاقته الحيز الأكبر والأهم. فالعمل مع الشباب هو مسؤوليَّة كبرى وأساسيَّة، لأنّ الشباب هم العنصر الأساسيّ في تكوين مجتمع الغد، وهم سيكونون طاقته ووقوده، والجسر الذي يربط كنيستنا اليوم بكنيسة المستقبل.
نرى الكثير من شبابنا، حتى مرحلة ما بعد المراهقة يقبلون بفرح إلى نشاطات الرّعيّة بمختلف وجوهها. ولكن نرانا مهزومين أمام ابتعادهم عن الرّعيّة في مرحلة ما قبل الزواج وبعده. يبدو أنَّ عمل الشباب في الكنيسة وكأنه لمرحلة ما قبل الزواج ليس أكثر. باختصار لا نرى عملاً راعويًّا لمرحلة الزواج وما بعده.
إنَّ العمل الراعويّ مع الشباب في مرحلة ما بعد الزواج هو واقع بائس، هو “جمعة عظيمة” بامتياز، حيث نرى “الموت” أمامنا. قلَّة قليلة تنخرط في مجالات مخصّصة، كالعمل الراعويّ في حقل العائلات ممن كان لهم نشاط في طفولتهم أو مراهقتهم، ولكن الكثرة الكثيرة تبقى بعيدة عن الرّعيّة لسبب أو لآخر.
ماذا فعلت عائلة المخلّص بعد “الجمعة العظيمة”؟ ببساطة، كعادة كل الشرقيّين في الظروف الصعبة أرسلت النسوة لتطيب “الجسد المائت”…
نعم، كان العبور نحو القيامة من خلال النسوة. والنسوة اليوم أراهن في الخوريّات. نعم في بركة الكهنوت المتزوج أرى نعمة القيامة مزهرة في كنائسنا الشرقية.
إضافة إلى المشاكل الزوجية، النفسيّة أو الجسدية، التي لا يمكننا نحن الكهنة العزب أن نختبرها، بالمقابل هي الوجه الجميل من وجوه كنيستنا مع الكهنة المتزوجين، هو الوجه القياميّ الحيّ والفاعل. هو حقل فلاحة الخوري والخوريّة سويًّا. هما كعائلة يمكنهما الدخول بسهولة أكثر كزوجين إلى منازل هؤلاء المؤمنين، ولا أبالغ القول إنّه دور الخوريّة بامتياز مع الزوجات، حيث يمكنها الدخول ببساطة المرأة التي اختبرت كل مراحل حياة المرأة. الخوريّة هي “أخت الرجال” هنا، يمكنها أن تقوم بدور المريمات في عصرنا. المريمات استطعن أن ذهبن إلى القبر، دون خوف من أن يعترضهن أحد في الطريق… وهي، كهنَّ، تحسنَّ تطيب جسد هذا المائت يسوع…وستعود الخوريات إلينا مبشِّرات بالقيامة…