التقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم السبت ٤ ايار ٢٠١٣، في مقر إقامته في المطرانية المارونية في ساو باولو، عددا من اعضاء الجمعية الخيرية المارونية، واطّلع منهم على نشاطهم الاجتماعي والانساني والروحي مع ابناء الجالية وبالتنسيق مع المطرانية. ثم استقبل عددا من ابناء الجالية اللبنانية والتقى مجموعة اخرى في اطار برنامج التنشئة المسيحية في كنيسة سيدة لبنان.
وظهرا زار غبطته رئيس أساقفة ساو باولو الكردينال اوديلو شيرر، وبحث معه سبل توسيع التعاون بين الكنيستين المارونية واللاتينية على الصعيد الكنسي والراعوي والروحي ثم اقام الكردينال شيرر غداء على شرف غبطته.
ومساء اليوم انتقل الكردينال الراعي والوفد المرافق الى مدينة كامبيناس حيث رسالة الرهبانية اللبنانية المارونية، وكان في استقباله في دير مار شربل المدبر العام الاب نعمةالله هاشم ممثلا الرئيس العام الاباتي طنوس نعمه والمدبر العام الاب طوني فخري ورئيس الرسالة الاب سليمان عيد ومعاونه سلوانوس شمعون وحشد من ابناء الجالية اللبنانية. وفي كنيسة مار شربل حيث استقبله راعي الابرشية اللاتينية المطران أرتون جوزي دوسانتوس، ترأس نيافته الذبيحة الالهية عاونه فيها اضافة الى الآباء ابناء الرهبانية اللبنانية المارونية، راعي الابرشية المطران ادغار ماضي والنائب البطريركي العام المطران بولس صياح والاب ايلي ماضي رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة ولفيف من الكهنة.
في بداية القداس ألقى المدبر العام الاب نعمةالله هاشم كلمة باسم الرئيس العام وباسم ابناء الرعية رحب فيها بالبطريرك وبالوفد المرافق ناقلاً الى غبطته استعداد الرئيس العام والرهبانية للعمل بطواعية مطلقة بحسب توجيهاته وتوجهاته الأبوية الحكيمة والمحبّة. وتوقف المدبر العام عند تاريخ الرسالة في البرازيل والصعوبات الشديدة والأزمات التي كان المؤسسون يعبّرون عنها في رسائل مكتوبة الى الرئيس العام، مشيرًا الى تضحيات الاب فرنسيس نصر “الذي أسس وحافظ على الرسالة بفضل عطائه المستمر والكلّي لها في البرازيل منذ سنة ١٩٥٤ حتى تاريخ وفاته سنة ٢٠٠٦، وجثمانه يرقد في هذه الكنيسة التي بنى واحب.”
بعد الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظة بعنوان: “يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت الله”، شكر فيها الرهبانية اللبنانية المارونية على الخدمة الروحية والراعوية التي تقوم بها في البرازيل مستحضرًا كل آباء الرهبانية المتلألئين في السماء، سربل، رفقا، نعمةالله واسطفان، وحيا روح مؤسس الرسالة الاب فرنسيس نصر الذي أحبته الجالية اللبنانية كثيرًا وهو قام بتضحيات جمّة في سبيلها ومن اجل انشاء الرسالة في البرازيل. وأضاف: يسعدنا ان نحتفل بتذكار مار شربل في كنيسته في كامبيناس. فمار شربل هو المثال لكل انسان ولكل مسيحي. ومذ كان شابا كان يتأمل ويصغي الى صوت الله حتى لقّب بالقديس وهو لا يزال في بقاعكفرا. نصلي اليوم من اجل الشبيبة كي تكتشف دعوتها في الحياة على مثال شربل الذي ذهب الى القداسة بعيش نذوره الرهبانية. بطاعته وفقره وعفته يشكل المثال لكل راهب وراهبة ولكل مكرس ومكرسة. فذبيحة يسوع على الجلجلة كانت ذبيحته اليومية فكان التاريخ المتلألئ الذي دخل الى قلوب جميع الناس في كل أنحاء العالم، عاش مع الله فعاش الله معه وفيه. صلاتنا اليوم ان نعيش مثله اصدقاء لله كي نعكس وجهه على وجوهنا. لا يمكن ان تحصى نعم مار شربل وأياته في العالم وكم من الناس يطلبون شفاعته ويكرمونه. لقد اتخذ شربل مخلوف القرار وعاشه بأمانة فأضحى قديسًا، وكم نحن بحاجة اليوم لان نكون اصحاب قرار أمناء لعهودنا ووعودنا ومقاصدنا الخيّرة سواء كان في العائلة او المجتمع او الوطن. يوم زارته امه وحرم نفسه من رؤية وجهها، قالت له: “اما ان تكون قديسًا وأما ان تعود معي الى البيت” فاتخذ القرار الأصعب واصبح اليوم شفيعًا للبشرية جمعاء. وختم غبطته: “ساعدنا يا رب ان نعكس وجهك في حياتنا على مثال القديس شربل لنتلألأ كالشمس على هذه الارض”.
ومساء اقامت الجالية اللبنانية في مدينة كمبيناس، التي يقطنها مليون نسمة، عشاء على شرف غبطته استهل بكلمة لرئيس البلدية اعلن فيها عن اعتبار البطريرك الراعي مواطن شرف من المرتبة الارفع في المدينة وقال: ان لكمبيناس التي تتميز بنسيجها البشري الجميل، الشرف الكبير في ان يزورها البطريرك الكردينال الراعي الذي نفتخر باعلانه مواطن شرف بامتياز عال نظرًا لجهوده في سبيل السلام وهو رجل سلام.” ثم كانت كلمات ترحيبية لرئيس النادي أبراهام عنداري ولرئيس الرسالة الاب سليمان عيد ولامام الطائفة السنية.
ثم تحدث غبطته محييًا الجالية اللبنانية والصداقة التي تجمع بين لبنان والبرازيل، وشدد على الحفاظ على الروابط بينهما بما يخدم البلدين. واضاف غبطته: اننا نسعى ككنيسة وكمؤسسة مارونية للانتشار ان نحافظ على هوية أبنائنا اللبنانيين المنتشرين. رمز لبنان الارزة وكي تستمر الارزة بالحياة تحتاج الى ارتباط الاغصان بالجذوع فالى جانب الشرف الممنوح لكم بحمل الجنسية البرازيلية هناك الشرف أيضًا بحمل الجنسية اللبنانية”. وليلاً عاد البطريرك الراعي الى مقر اقامته في المطرانية المارونية في ساو باولو.