في عيد الصعود، يعود المسيح القائم من بين الأموات ليسكن في أحضان الآب. يحتجب عن أنظارنا بعد أن وعد قائلاً: “هاءنذا معكم طوال الأيام الى نهاية العالم”. (متى 28:20). ارتفع يسوع بمجده عنا ليبقى حاضرًا في أعضاء أجسادنا لذا فنحن مدعوون لإعلان البشرى السارة وسماع كلمة الإنجيل وممارسة الأسرار وبالأخص سرّ الإفخارستيا فيسكن الله فينا على الدوام.
تأتي التساعية الكبيرة ضمن هذا الإطار لتساعدنا على التهيؤ ليوم العنصرة. لا أحد يعلم كم يومًا انتظر الرسل من يوم الصعود حتى يوم العنصرة ولكنّ الليتورجيا قد حددت تسعة أيام لتسهّل ممارستها أمام المؤمنين. وهي تتألّف من ثلاثة عناصر: الأمانة والكنيسة ووعد المسيح.
إنّ حضورنا كلّ يوم للصلاة يحقّق الأمانة. الكنيسة لأنّ الرسل كانوا مجتمعين معًا. والوعد الذي قام به المسيح وهو هدف التساعية.
إنّ حدث الصعود هو أن نسير بفرح للقيام برسالة التبشير فنحرص على إيصال كلمة الله الى أقاصي الأرض. “فإن كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما اولى أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه” (لو 11:13) فإن تركنا الروح القدس يعمل فينا نلنا أضعاف النعم. فما ادرانا بعمل الروح القدس؟ كيف يستطيع أن يبدّل حياتنا اليومية من جذورها؟ فكما أنّ الروح القدس قد حلّ على التلاميذ واوصلهم الى أقاصي الأرض فلا عجب بأن يتغلغل في نفسنا ليحطّم فينا كلّ المستحيل. فلنصلي بإيمان وحرارة لكي يجدّدنا الروح القدس ويمنحنا القداسة.