ترأس الكاردينال فان تروا رئيس أساقفة باريس، ورئيس مجلس أساقفة فرنسا، يوم السبت 11 مايو قداس الشكر والإرسال في لورد لتجمع دياكونيا 2013.
في مستهل العظة تطرق الكاردينال الى الكلمات التي وجهها يسوع الى تلاميذه قبل صعوده الى الآب حين قال أنه لم يعد موجودًا بجسده بينهم وأعطاهم بعض التوجيهات للعيش بعد رحيله. في هذا الإطار، قال الكاردينال بأن يسوع سلم تلاميذه مهمة، أعطاهم وعدًا، مسيرة.
أما مهمتهم فهي أن يكونوا شهودًا بين الناس، يشهدون على ما عايشوه مع يسوع، كما يشهدون على موته وقيامته، ومن هنا هم مدعوون لأن يعلنوا البشرى التي أرسل يسوع من أجلها، وهي أن الله يحب العالم، يحب البشر، الله هو أب. كذلك تابع قائلًا أن الله يعرف كل واحد منا، يعرف خبايا قلوبنا، كما يعلم كيف نواجه صعوبات الحياة. وشدد الكاردينال على أن الله لا يعرفنا من بعيد بل هو يرافق حياتنا، وهو يمسك بأيدينا ويقودنا بصبر ومحبة، لذلك نحن الذين يعززنا الروح القدس مدعوون لأن نشهد للمسيح.
ثم تابع فان تروا عظته داعيًا كل شخص الى عدم اليأس حتى أمام أقصى المصاعب، فنحن وكما قال شهود الذي لا ييأس، وهو أرسل لنا روحه القدوس ليساندنا في المهمة، هذا الروح الذي يسكن قلوب المؤمنين ويرتفع بها بعيدًا عن المظاهر الاجتماعية، بعيدًا عن مآسيهم، لينير ثراءها. إن هذا الروح الذي هو قوة الله قادر على كل شيء، هو قادر على الاعتناء بنا، وعلى هدم حائط أنانيتنا، وعلى إدخالنا الى عائلة الله. سلط الكاردينال الضوء على الجواب الذي أعطته مريم للملاك حين قال لها بأنها حامل من الروح القدس: “كيف يكون هذا؟” وقال بأننا نحن بدورنا نسير وراء المسيح بضعفنا، وخطايانا، وفقرنا ونتساءل كيف يكون هذا؟ كيف يمكن أن يخلق الله المحبة في قلوبنا الحجرية؟ الأمر سهل فيسوع قد علمنا كيف نكون شهودًا حقيقيين: عبر حفظ كلمته. يطلب الله منا أن نحفظ كلمته الموجودة في الإنجيل ونجعلها تحيا في قلوبنا.
علينا أن نجعل من كلمات الإنجيل منهجًا لحياتنا: فحب أعدائنا قد يأخذ بعض الوقت ليتحقق، ومحبة بعضنا تتطلب جهدًا، أما أن نحب بعضنا كما يسوع أحبنا لدرجة أنه بذل نفسه عنا فهذا يتطلب وجودًا كاملًا قبل أن يتحقق! هذا ما شرحه الكاردينال بالنسبة لحفظ كلمة الله، ولكنه أكد أننا جميعًا سنحقق ذلك، فكلنا في النهاية سنخسر حياتنا فهذا ليس خيارنا ولكن أن نعطي حياتنا هنا الخيار لنا. وأردف أنه في كل مرة نصلي أو نصغي الى كلمة الرب، أو تجمعنا الافخارستيا كجسد للمسيح، يرسلنا يسوع لنكون شاهدين له بقوة الروح.
أخيرًا وكما في العنصرة دعا الكاردينال المؤمنين الى أن يغمضوا عيونهم ويتأملوا بهذه الكنيسة المجتمعة بالصلاة مع مريم في وسطها، تسأل حلول الروح القدس لتتجدد حياة كل شخص وتصبح منفتحة على المحبة.