بعد الانحيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: “أرسِل لكم من عند أبي البرقليط روح الحقّ”، وجاء فيها: “من موت المسيح وقيامته وُلدت الكنيسة، وبحلول الروح يوم العنصرة ثُبّتت الكنيسة بالحقيقة والمحبّة. وانطلقت لتحمل هذه الرّسالة المزدوجة، وتشهد للحقيقة وتعيش المحبّة. نفتح اليوم عقولَنا وإراداتِنا والقلوب لعطيّة الرّوح القدس. ألعنصرة تتواصل كلّ يوم في حياة الكنيسة. ونصلّي ونقول: “أرسل روحَكَ أيّها المسيح فيتجدّد وجه الأرض”.
يُسعدنا اليوم أن نحتفل بعيد العنصرة. ولكن لو لم يأتِ الرّوح القدس، لم نكنْ جميعنا هنا، لأنّ الكنيسة لم تكنْ حيّة. لو لا الرّوح القدس، لم تكنْ الكنيسة منتشرة في العالم، ولكنّها الوحيدة جسد المسيح. يُسعدني أن أحيّي على رأس الكنيسة في بوغوتا وكولومبيا نيافة الكردينال روبن سالازار، رئيس أساقفة بوغوتا. وأحيّي أيضاً كلّ الأساقفة على رأس الأبرشيّات في كولومبيا. وأحيّي كلّ الرّهبان والرّاهبات والكهنة الّذين يشهدون للحقيقة والمحبّة. تحيّة كبيرة جدّاً لشعب اللّه في بوغوتا وكولومبيا. أقول للجميع أنّ اليوم نتذكّر أنّنا مدعوّون لننشر الحقيقة ونشهد للمحبّة.
تحيّة أخويّة كبيرة لنيافة الكردينال روبن سالازار. أقول له: “العناية الإلهيّة وضعتنا على الطّريق معاً. نيافة الكردينال وضعتك العناية الإلهيّة على رأس الكنيسة في كولومبيا وبوغوتا. والعناية ذاتها وضعتني على رأس الكنيسة المارونيّة. جمعتنا المارونيّة في بوغوتا تحت رعايتك. ونحن من بعيد نعتني فيها من خلالك. أشكرك نيافة الكردينال على اهتمامك وعنايتك الكبيرة بالجاليات المارونيّة. وأجدّد الشّكر على تخصيص هذه الكنيسة سانتا كلارا حتّى تلتقي جماعتنا المارونيّة نهار الأحد. وأشكرك لأنّك كلّفت الأب لويس مانوييل كي يهتمّ بجماعتنا المارونيّة. واختَرتَ لنا كاهناً ممتازاً. والعناية الإلهيّة أيضاً دعتنا معاً إلى الخدمة الكرديناليّة. والبابا الكبير بينديكتوس الّذي نحبّه كثيراً، أرسَلَنا معاً في 24 تشرين الثّاني كي نُعلنَ الحقيقة ونشهد للمحبّة في الكنيسة. نحن سعداء جدّاً أن نسير معاً في هذه الخدمة الكنسيّة. وحضورك معنا اليوم دليل أنّنا منطلقون معاً في هذه الخدمة الكنسيّة. أتمنّى لنيافتك دوام النّجاح في خدمة الكنيسة المحليّة الجامعة وفي الكرديناليّة.
كنّا سعداء أن تعرّفنا عليكم. فرحنا جدّاً بالصّداقة العميقة وعلاقة الشّركة العميقة بين شعب كولومبيا والشّعب اللّبناني، وبين الكنيسة في كولومبيا والكنيسة في لبنان. نلتمس من الرّوح الّذي يوحّدنا دائماً، أن يوحّد الصّداقة الكولومبيّة_اللّبنانيّة والشّركة بين الكنيسة المارونيّة والكنيسة في كولومبيا.
نقدّم القدّاس اليوم على نيّتكم جميعاً. من أجل السّلام في كولومبيا ولبنان والشّرق الأوسط. ولكنّ السّلام اليوم في الإنجيل هو سلام من اللّه. ولأنّ السّلام من اللّه، إذاً من الممكن أن نبنيه. يؤكّد إنجيل اليوم أن السّلام يرتكز على إثنين: الحقيقة والمحبّة. لأنّه من دون حقيقة لا سلام. كلّ الخلافات بين الناس، بدءاً من البيت الزّوجي إلى المجتمع والدّول يبدأ من ضياع الحقيقة. ألرّوح القدس هو روح الحقيقة. لنلتمسه كلّ يوم، كما تطلع علينا الشّمس: ألشمس هي حقيقة كبيرة تنوّرنا. ألرّوح القدس ينوّرنا بالحقيقة. لا تنسوا عندما تفتحون أعينكم في الصّباح وترون أن الشّمس قد طَلَعَت أن تقولوا: “هلمّ أيّها الرّوح القدس، هلمّ أيّها النّور نوّرنا بمواهبك. هلّم أيّها الرّوح القدس وشدّد إراداتنا بالخير. هلّم أيّها الرّوح القدس وشدّد المحبّة في القلوب. رسالة المسيحيّين أن يقولوا الحقيقة للعالم. ألحقيقة الّتي علّمها يسوع المسيح للكنيسة. حقيقة اللّه الثّالوث. حقيقة الإنسان ومعنى وجوده وكرامته. وحقيقة التّاريخ الّذي هو مسيرة نحو اللّه. رسالتنا كمسيحيّين هي أن نشهد للمحبّة. هذه هي اللّغة الّتي تخاطب فيها العالم. معنى القراءة الّتي تتناول حلول الرّوح القدس. وكلّ الشّعوب الّتي كانت موجودة تقريباً عشرين شعب بعشرين لغة. وجميعهم كانوا يفهمون ما الّذي كان يقوله بطرس. كان يتكلّم بالآرامي، وفهموا اللّغات المتنوّعة. وهذا الكلام يعني أنّ لغة العالم الّتي يتفاهم فيها النّاس هي لغة المحبّة والحقيقة.
قدّاسنا اليوم هو قدّاس الشّكر لأنّ الرب أرسَلَنا من أجل الحقيقة والمحبّة. واليوم أخبَرَنا نيافة الكردينال أنّ قدّاسه عند السّاعة الثّانية عشر، يريد أن يُعلن هذا الإنجيل. هذا هو الإنجيل الّذي يريد أن يتكلّم عنه اليوم ليعلنه للأبرشيّة، إنجيل المحبّة.
نعود إلى لبنان وفي قلبنا شكر كبير للربّ. نعود وكلّنا فرح واعتزاز فيكم. ونلتزم معكم ونشدّد الرّوابط بينكم، وبين الكنيسة الأمّ في لبنان، كي نغتذي أكثر وأكثر من تقاليدنا المسيحيّة الأنطاكيّة. وأن تكونوا في الكنيسة كما أنتم في المجتمع. كنيسة بوغوتا وكولومبيا وأن تكونوا أيضاً مساهمين على المستوى الرّوحي والأخلاقي واللّيتورجي. وهذا هو آخر لقاء، وأقول لكم باسم كلّ الوفد، كلمة الشّكر على كلّ شيء حضّرتموه لهذا اللّقاء، الّذي عشناه بقمّة سعادته. ونهنّئ الكنيسة في كولومبيا على القدّيسة لاورا الّتي لا زلنا نعيش معًا فرح اعلان قداستها. نلتمس أن تكون نداءاتها سلاماً وخيراً لكولومبيا. ونقول: بمقدار ما نقول الحقيقة ونشهد للمحبّة، نرفع المجد والتّسبيح للآب والإبن والرّوح القدس إلى الأبد.
وقبيل ال
مناولة احتفل غبطته برتبة تبريك المياه في احد العنصرة ثم رشّ المياه المقدسة على المؤمنين في الكنيسة. بعد القداس التقى غبطته ابناء الجالية اللبنانية في صالون الكنيسة ثم اقامت السيدة ليلى صعب وعائلتها حفل غداء على شرف غبطته شارك فيه الكردينال غوميز وعدد كبير من الاساقفة والكهنة ومن ابناء الجالية اللبنانية في كولومبيا.
بعد القداس بارك غبطته حجر الاساس لبناء كنيسة مارونية جديدة ومركز راعوي على اسم سيدة لبنان في بوغوتا.
الى ذلك يترأس البطريرك الراعي صباح غد الاثنين القداس الالهي في اكليريكية كولومبيا في العاصمة بوغوتا، ثم يغادر الى الفاتيكان حيث سيلتقي قداسة البابا فرنسيس ويشارك في سلسلة اجتماعات في الدوائر الفاتيكانية.