وفي أحد العنصرة، تحلّقت الأسرة كعادتها، في قداس مسكوني، ترأسه بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان في كاتدرائيّة سيّدة البشارة- المتحف- بحضور ومشاركة رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار المطران رولان أبو جودة ممثلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الأرمن الكاثوليك بيدروس نرسيس التاسع عشر، السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، مطران السريان الارثوذكس دانييل كورية، النائب البطريركي للروم الكاثوليك ميخائيل أبرص، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، ولفيف من الكهنة من مختلف الطوائف المسيحيّة. هذا وقد حضر وزير الإعلام وليد الداعوق ممثلاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، النائب غسان مخيبر، الوزير السابق وديع الخازن، أتوا ليرفعوا الصلاة مع أسرة تيلي لوميار التي تقدّمها المدير العامّ جاك كلاسي، المدير التنفيذي لنورسات ريمون ناضر، أمين سرّ عام المحطّة أنطوان سعد، مديرة البرامج ماري تريز كريدي وأعضاء مجلس الإدارة.
البطريرك يونان وفي عظته ثمّن جهود تيلي لوميار ونورسات ونور الشباب هي التي “تضيء نفوس المؤمنين في بلدان المشرق وسائر أصقاع العالم… هذه القنوات الثلاث إنما هي إطلالات سماوية انطلقت من لبنان، لتبارك لبنان أرضاً وشعباً، وتقرّب بين كنائسنا، وتعرّف عن تراثنا العريق والغني بتنوعه، وتربّي أطفالنا، وترافق شبابنا، وتدافع عن قيم العائلة المسيحية المهددة كياناً وأخلاقاً… لقد سعت تيلي لوميير ونورسات ونور الشباب، وما زالت تجهد كي تكون في عصرنا اليوم شاهدة للبشارة المحيية، وللوحدة المسيحية، وللمحبة الشاملة… لم يتوان المسؤولون والعاملون فيها، عن تجسيد المحبة الفاعلة، ففتحوا قلوبهم وبسطوا أيديهم لمن طرق بابهم، للمحتاج والمهجر، للغريب كما للقريب، مجسّدين أعمال الرحمة التي ترضي قلب المعلم الإلهي”، هذا وشكر المسؤولين والعاملين فيها.
أمّا كلمة تيلي لوميار فتلاها المطران رولان أبو جودة شاكراً كلّ من حضر، متوقفاً عند دور التلفزيون الذي انطلق من “غرفة صغيرة وفقيرة، وعلى مثال علية صهيون، كانت مكان اجتماع وصلاة وكأن الروح القدس حلّ عليهم ومنحهم، هم ومن عاونهم في ما بعد ويعاونهم حتى الآن، موهبة التكلم بلغات عديدة والنطق بأسلوب جديد، فانطلقوا بحماسة الرسل يبشرون بروح مسكونية ويطلقون صوتاً يوحّد السامعين والمشاهدين، منادين بالسلام والأخوة والمحبة، ومدافعين عن حقوق الإنسان والعدالة والمساواة. واذا بحبة الخردل تلك “تنمو وتصبح شجرة حتى أن طيور السماء تأتي فتعشش في أغصانها”. وذلك بفضل مواكبتها تطورات العصر بتنويع برامجها المعدة للكبار والصغار وهي ترفيهية وتعليمية وثقافية وأخلاقية ودينية وعقائدية.” مهنئاً العاملين فيها وشاكراً إيّاهم في الختام على “الخطوات الجبارة التي قاموا بها” ضمن رسالة تيلي لوميار المقدّسة.
أمّا في صيدا، فعجّت كاتدرائيّة مار نقولا بالمؤمنين والداعمين لرسالة تيلي لوميار، فاحتفلوا وإيّاها برسيتال أحيته المرنمة إلهام عبّود، بالاشتراك مع الشماس جو شلهوب والمرنّمين: جورج صليبا، باتريك ملحم وجوزيف جبّور، فعصف الروح القدس في نفوس الحضور الذين تقدّمهم المطران إيلي حدّاد الذي رحّب بتيلي لوميار في مدينة التلاقي والعيش المشترك، في مدينة المحبّة منوّهاً إلى دور تيلي لوميار التي منذ افتتاح مكتبها في صيدا تحاول جاهدة الانفتاح على الجميع دون استثناء. وهذا ما أكّد عليه مدير عام تيلي لوميار جاك كلاسي في كلمته قائلاً: “حربنا هي غير كلّ الحروب، حربنا هي إعادة بناء الإنسان الذي دمّرته الحرب، وكان أوّل شعار أطلقته تيلي لوميار من 23 سنة ولا يزال: تيلي لوميار هو تلفزيون الإنسان ولكلّ إنسان.” وأشار إلى أنّ استمراريّة المحطّة التي هدفها المحبّة هي نتيجة العناية الإلهيّة المستمرّة، وتيلي لوميار هي “قلب جديد في الكنيسة، ومن القلب تولد المحبّة… دورها أن تذكرّ الإنسان أنّه من السماء وإلى السماء يعود، أنّه يحمل تراثاً عميقاً ورسالة ائتمن عليها، هو حامل أمانة من أجداد سفكوا دمهم ليحافظوا عليها. فتراثنا تراث تعددي ودورنا أن نحوّل التعدّدية إلى غنى… تيلي لوميار ونورسات هي باقة ورد لكلّ الطوائف، عطرها يصل حتى أقاصي الأرض.”
تلت الرسيتال مسيرة صلاة بالقربان المقدّس والشموع والرايات، عبر شوارع صيدا باتجاه مطرانيّة صيدا المارونيّة، وسط التراتيل المفعمة بالخشوع والأدعية الصالحة على نية المحطّات الثلاث والسلام في المنطقة والشرق والعالم، توجت المسيرة بالقدّاس الاحتفالي في كاتدرائيّة مار الياس احتفل به المطرانان إيلي حدّاد والياس نصّار على نيّة المحطات الثلاث لكي تنعم دائماً ببركة الثالوث الأقدس وتحظى على الدعم لتواصل رسالتها في إعلان إنجيل الحقّ والمحبّة والسلام، كما أشار إليه المطران الياس نصار في كلمته وقد رفع الصلاة للروح القدس، لكي ينعم على المحطات بالقوة والنشاط والمثابرة لكي تواصل خدماتها المتنوعة من خلال البرامج التي تواكب مسيرة الكنيسة وتحدياتها على كلّ الأصعدة.
هكذا وبقوّة الإيمان وبفعل الروح القدس وبالعناية الإلهيّة الدائمة احتفلت تيلي لوميار وفضايّتاها نورسات ونور الشباب بذكرى التأسيس مجدّدة الوفاء والولاء لله في رسالتها السامية لأجل الإنسان.