خلال قدّاس أحتفل به البابا بمشاركة العاملين في إذاعة الفاتيكان، قال لهم بأنه في الأساس: “لا تزال العجائب موجودة”، ويحصل عليها المسيحيّون عبر “الصلاة الشجاعة”، صلاة “كفاح”.
تأمّل البابا بإنجيل اليوم، حيث يشكو يسوع من كفر تلاميذه، الذين فشلوا من علاج طفل مسكون: “كل شيء ممكن أمام من يؤمن” (مرقس 9، 14 – 29).
صلاة “شجاعة”
بالنسبة للبابا، هذا “الكفر”، إنه “القلب الذي لا ينفتح، القلب المغلق، القلب الذي يريد كل شيء تحت السيطرة”، أي القلب الذي لا “يترك زمام الأمور ليسوع”. المؤمن بـ “القسم الكافر بداخله”.
شرح يسوع في الإنجيل بأن: “لا يمكن لأي شيء أن يخرج هذا النوع، إلى الصلاة”. إذاً “عبر الصلاة القويّة، الصلاة المتواضعة والقويّة، يمكن ليسوع صنع الأعجوبة”. بكلام آخر، حدّد البابا، “الصلاة لطلب العجيبة، لطلب حدث رائع، عليها أن تكون صلاة مشاركة”، التي “تعني” من يتشفع.
هذه الصلاة “الشجاعة”، شرح البابا فرنسيس، ليست “صلاة تهذيب”، كما حين نقول: “سأصلي لأجلك” والتي تنحصر بالنهاية بـ”الأبانا، والسلام” وبعدها “ننسى”.
وتابع قائلاً: “لا، (يجب) أن تكون صلاة شجاعة، مثل تلك التي صلّاها ابراهيم الذي كان يساعد المسيح لإنقاذ المدينة، صلاة كتلك التي قدمها موسى إلى المسيح رافعاً اليدين ومتعب، كتلك التي يؤديها العديد من الناس، الكثير ممن لهم إيمان ويصلون بإيمان، ويصلون، ويصلون”.
صلاة “كفاح”
أخبر البابا قصّة مسليّة من الأرجنتين: طفلة لها من العمر 7 سنوات كانت مريضة والأطباء قالوا بأنها لن تعيش أكثر من بضعة ساعات. الأب، “رجل إيمان”، أصبح “كمجنون، وفي هذا الجنون” أخذ حافلة وذهب إلى كنيسة للعذراء في لوخوان والتي تبعد 70 كلم.
“وصل عند الـ9 مساءً، وكان كل شيء مقفل. بدأ يصلّي للعذراء، وهو يمسك بيديه شبك الحديد. ويصلّي، ويصلّي، ويبكي، ويصلّي… وبقي هناك طيلة الليل. ولكن هذا الرجل كان يكافح: يكافح مع الله، من أجل شفاء ابنته. في الـ6 صباحاً، أخذ الحافلة من جديد ووصل إلى المستشفى. وجد زوجته تبكي. ففكّر بالأسوء: “ماذا جرى؟”. أجابت: “قالوا لي الأطباء بأن الحرارة قد انخفضت، وبأنها تتنفس بشكل جيّد، ولقد شفيت! ستخرج بعد يومين، ولكنهم لا يدرون ماذا جرى!”.
ثم أضاف البابا: “هل لا تزال هذه الأشياء تحصل بعد؟ هل الأعاجيب موجودة بعد!”. ولكن للحصول على الأعاجيب يجب الصلاة “من أعماق القلب”: “صلاة شجاعة، تكافح للوصول إلى الأعجوبة”.
باختصار، أصرّ البابا: “الصلاة تصنع العجائب، ولكن علينا أن نؤمن بذلك!”، ثم دعا إلى “الصلاة من أعماق القلب” على نيّة من “يعاني من الحروب، ولجميع اللاجئين، والمآسي الحاليّة”، وأيضاً لتكرار هذه الصلاة: “أنا أومن يا ربّ، ساعد الشكّ الذي فيّ”.
***
نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب – وكالة زينيت العالميّة.