إن رجل الدولة الفرنسي روبرت شومان كان رجلًا يستمدّ قوّته ورؤيته من إيمانه.
وقد أقفلَت دعوى تطويبه يوم ٢٩ مايو ٢٠٠٤ إلّا أنّ الكاردينال توران يطرح سؤالًا حول هذا الموضوع ويقوم بالإجابة عنه.
ففي صفحة “التمهيد” في كتابه “روبرت شومان، أبٌ لأوروبا”، يُجيب الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان إيجابًا على السؤال التالي: “هل يُمكن أن نُقدّس فيما نقوم بأعمال سياسيّة”؟
فبالنسبة للكاردينال، إنّ روبرت شومان هو مثال الكاثوليكي الذي كانت دعوته أن يُعلن القيم الإنجيليّة عبرَ عيشها من دون مباهاة. وكان التأمّل لشومان هو الذي يُغذّي أعماله وكان مبادراته تحمل طابعًا كاثوليكيًّا تُقدّم له رؤيةً واسعة للأمور.
ويُضيف الكاردينال الذي كان في ما سبق “وزير الشؤون الخارجيّة” في حبرية يوحنّا بولس الثاني”: نحن بحاجة أن نقتنعَ بأنّ خدمة المجتمع تتطلّب ألّا يكون هدفنا شخصيّ بل فيه مثابرة لإنجاح هذه الخدمة. أمّا في المجال السياسي فنحن بحاجة إلى إعادة الشعور باحترام الخصم والشعور بقيمة الحوار الصادق. كما إنّنا بحاجة إلى أن نتذكّر أنّ رجل السلطة مكرّس فقط لخدمة الآخر”.
كما إنّ روبرت يُذكّرنا بأنّ القضايا الاجتماعيّة الكبرى تتخطّى أهدافنا الشخصيّة وتتطلّب أن نعطيَ من دون انتظار أي شيء في المقابل.
ويمكن سرّ تناغم الحياة وودّها في الحياة التي عاشها أب أوروبا روبرت شومان فإنّ حياته هي مصدر وحي وتبعث الأمل وتُشجّع على خدمة الإنسان لتخطّي الخوف والحقد.
***
نقلته إلى العربيّة بياتريس طعمة ـوكالة زينيت العالميّةـ