«أخلاقيات في الأنترنيت»

ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام – 23 أيار 2013 الساعة الثانية عشرة ظهراً

Share this Entry

عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، برئاسة رئيس أساقفة  تحت عنوان: «أخلاقيات في الأنترنيت» صادرة عن المجلس الحبري لوسائل الإعلام والاتصال الاجتماعية، برئاسة رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، شارك فيها ممثلة وزير الأتصالات في حكومة تصريف الأعمال نقولا الصحناوي،  السيدة ديانا بو غانم، وممثلة الهيئة المنظمة للإتصالات السيدة كورين فغالي، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، ومديرة مدرسة ثانوية البنات – الجديدة السيدة هدى سعاده، ورئيس جمعية الكتاب المقدّس الدكتور مايك بسوس، ورئيس مؤسسة جاد الأستاذ جوزف حواط ، وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين والطلاب.

وألقى المطران بولس مطر كلمة رحب بها بالمنتدين والحضور متحدثاً فيها “عن أهمية رسالة البابا في اليوم العالمي للإعلام ووسائل الإتصال الحديثة والشبكات الرقمية”.

أضاف: “نتناول هذا الموضوع لجهة أخلاقيات الأنترنت الذي يشكل قفزة نحو المتسقبل، ونحن  نحيّ كل تقدّم في هذا المجال  خصوصاً وأن هذه الوسائل توصل ما يريده الإنسان إلى الملايين، مما يجعل العالم يتقدم  بسرعة هائلة نحو التعاون والتضامن  من أجل خير الإنسانية، ولكن كيف نضمن أن يكون هذا الإختراع الجديد عاملاً لخير الناس، وألا يأتي من يستعمله في غير موقعه الصحيح”.

تابع: “نحن نقول في هذا المجال ككنيسة ما يهمنا أن تجيب إجابة أوليه حول مصاعب هذا الوضع لأن الغاية من كل شيء في النهاية هو كرامة الإنسان وخدمته بشكل أفضل لخير المجتمع وحقوقه لأننا اليوم أمام أزمة آخرى هي أزمة الحرية، كلنا نقدّس الحرية، حرية الشخص والضمير ولكن مع هذه الحرية يجب أن نقدّس حرية الشباب وهذا موضوع دقيق له ظروفه الخاصة، لكن هذا  لا يعني أن علينا أن نقدّس الحرية دون سائر القيم، هذا لا يجوز، فلا يجوز أن نستعمل الحرية ضد كرامة الإنسان، فهل أحفظ كرامة المجرمين الذين يتطاولون على الناس، علينا الحفاظ على حرية الجماعة وفي الوقت عينه على كرامتها”.

تابع: “إذاً يجب أن نكون مدركين لمعنى الحرية على أنها ميزان للأخلاق لكرامة الإنسان والأوطان والخير العام، اليوم نستطيع أن نكون متضامنين في العالم ويجب أن نستعمل الأنترنت لتحقيق ذلك”.

وختم بالقول: “إلى ذلك يجب أن نرّكز على الأخلاق لأن الكنيسة ترى أن الأخلاق هي شرط لسلامة الإنسانية وبالأخلاق تحل كل المشاكل. لأجل ذلك نقول إن الأنترنت يساعد على التطوير ولكن يجب أن يكون مقروناً بإحترام الغير وحقوقه وخصوصياته وأن تكون الحرية مسؤولية وأن نبني أوطاناً ومجتمعات إنسانية، فهذا ما تريده الكنيسة لذلك علينا مسؤولية سن القوانين على ما نستطيع أن نأخذه من إيجابيات الأنترنت وأهمال المساوىء”.

ثم كانت كلمة ممثلة الوزير السيدة ديانا غانم:

“لقد أصبحت التكنولوجبا اليوم جزء من حياتنا اليومية، فنحن نعيش في عالم واقعي حقيقي وعالم افتراضي رقمي في الوقت عينه، وأن القواعد العامة التي تنطبق على عالمنا الواقعي تنطبق أيضاً على عالمنا الافتراضي، والأخلاق هي نفسها، وسمعتنا هي نتيجة تصرفاتنا في عالمنا الواقعي وفي العالم الرقمي الإفتراضي ايضاً.

وتابعت “قدمت وزارة الأتصال والهيئة المنظمة للاتصالات الكنير من الجهد لرفع مستوى الوعي حول استخدام الأنترنت بطريقة آمنة، وذلك من خلال القوانين والتنظيمات والأنشطة والحملات الإعلامية. لأنه كما في العالم الحقيقي، هناك الأخيار، الابطال، وهناك الأشرار ، الذين يسرقون حتى هويتكم، والفاسدين المعتدين، والمتنمرين، وحتى المجرمين، من هذا المنطلق توجد حاجة لحماية مواطنينا عن طريق جعلها على بينة من كيفية أن يكونوا مواطنين رقميين جيدين”.

وختمت: “قامت وزارة الاتصالات والهيئة بإنجازات عدة في مجالي استعمال الانترنت الآمن لا سيما سلامة وحماية الأطفال: تطوير الموقع الإلكتروني www.e-aman.com   وهو يعطي توجيهات للمواطنين لضمان أمنهم.00

ثم كانت كلمة السيدة كورين فغالي فقالت:

منذ سنوات بات موضوع أمن الأنترنت يشكل اهتمام الأهل، المعلمين، المنظمات الغير حكومية، الوزارت والمعنيين بهذا المجال في لبنان. وعليه، تم إطلاق وعقد مشاريع ونشاطات عديدة بالإضافة إلى اجتماعات طاولات مستديرة كان الهدف منها أيجاد الحلول المناسبة لمجتمعنا. ويعتبر نشر التوعية حول المخاطر التي تواجه الأطفال على الأنترنت أحدى أهم صلاحيات وزارة الاتصالات والهيئة المنظمة للإتصالات,

تابعت: “الأطفال ضعفاء، وعلى الفضاء السيبراني الذي يتصفحونه يومياً أن يكون آمنا. فالأطفال هم عرضة لعدد كبير من المخاطر على شبكة الأنترنت منها التحرش الجنسي، اللصوصية، الأحتيال، القرصنة والإباحية. وقد اتخذت الهيئة تدابير عدة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني بالتماشي مع محمهتها الآيلة إلى حماية مستهلكي خدمات الأتصالات منها: تزويد الأهل بأدوات المراقبة لحماية أطفالهم على شبكة الأنترنت، والإلتزام بتوفير جلسات تدريبية للأهل في المدارس…”.

أضافت: “منذ العام 2008، شاركت الهيئة بفعالية في جميع نشاطات ومشاريع “اليوم العالمي لأمن الأنترنت” بالتعاون مع عدد من المنظمات ال
غير حكومية وتضمنت مشاركة العام 2012: إنشاء صفحة على موقع الفايسبوك والتي تقوم الهيئة بتحديثها يومياً، وإنشاء حساب على موقع تويتر، وإطلاق حملة إعلامية مكثفة عبر إصدار بيان صحفي ونشره من قبل جميع الجهات المعنية ، وتحديث موقع الهيئة الإلكتروني بأخر وأهم أخبار هذا الحدث بما فيه نشر البيان الصحفي، والمشاركة في مقابلات إذاعية على قنوات FM  بهدف نشر الوعي حول هذا الموضوع، وإرسال رسالة خطية الكترونية إلى جميع مشتركي الهاتف الخلوي في لبنان..

كلمة الخوري عبده أبو كسم جاء فيها: “إنه العالم الإفتراضي، وإذا صحّ التعبير أنه الكون المصّغر بين يديك، يمكنك أن تسبح فيه وحيداً، أو شريداً، أو شريكاً يمكن أن يكون عالمك الواسع، أو سجنك الذي يعزلك إلاّ عن نفسك”.

تابع: “إنه عالم واسعٌ تطلّ من خلاله إلى كل العالم لكن مسالكه لا تخلو من المخاطر والمصاعب وربما المصائب، وفي الوقت عينه إنها الساحة العالمية التي تؤمن التواصل فيها مع كل الناس”.

ورأى أن “عالم الأنترنت له أدبياته وأخلاقياته التي تجعل منه عالماً يؤمن الخير العام للمجتمعات ويساهم في الوحدة بين الشعوب وفي التطوّر الثقافي والصناعي في هذه المجتمعات”.

وناشد “معالي وزير الاتصالات، ان يضع حداً للمواقع الإلكترونية الهدّامة التي تشجّع على العنف والجنس، والشتم والتحقير والتهشيم، وإثارة الفتن، وهم الذين يتحصّنون بما يسمونه الحرية الإعلامية، كلا هذه ليست حرية بل على العكس إنها العبودية لروح الشر، أوقفوا هذه المواقع وأؤكد لكم أن كل أصحاب النوايا الطيبة ستكون إلى جانبكم”.

وتوجه “إلى شباب لبنان بالقول، لا تخافوا من أن تغوصوا في عمق هذا العالم الرقمي الإفتراضي لكن في الوقت عينه، عليكم أن تشبكوا الأيدي، أن تتعاضدوا في مواجهة التحديات التي يفرضها عالم الأنترنت، متكلين على روح الإنجيل روح المحبّة والسلام، فتؤسّسون إذاك لمستقبل يزهر في الكنيسة والوطن ثمار الخير والبركة مشدودين إلى صوت المعلم “لا تخافوا، ثقوا أنا قد غلبت العالم”.

وختمت الندوة بكلمة النائب نبيل نقولا فقال: صحيح أن التوجيه جيد لكن المطلوب هو الحماية وهذا ما هو مطلوب من وزارة الإتصالات والمؤسسات القضائية وكل المعنيين لجهة حماية الأحداث في لبنان، فليس مقبولاً أنه تحت شعار الحرية هناك ترويج المخدرات، وإساءات للديانات بهدف وضع الشكوك في رؤوس الشباب من خلال ما يبث على الأنترنت.

أضاف: ” لذلك رفعت دعوى إلى النيابة العامة لإيقاف بعض المواقع الإلكترونية التي تبث إساءات للسيد المسيح وتروج للمخدرات لكن أحداً لم يرد، كما توجهنا إلى قداسة البابا عبر السفارة البابوية ليتدخل لأن الأمر لم يعد يطاق، هنا أقول أن النيابة العامة حولت المواقع التي طلبنا توقيفها إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وطلبت من وزارة الإتصالات بحسب معلوماتي أيقاف هذه المواقع ولكن هناك مدير وهو عبد المنعم يوسف لم يأخذ أي إجراء حتى اليوم بحق هذه المواقع. وهنا نريد جواباً “هل أن مسؤولي وزارة الإتصالات لم يقوموا بواجباتهم أم أن القضاء لم يقم بواجباته، فمن غير المسموح البقاء على هذا الوضع وعلينا وضع التشريعات لحماية الأحداث والشباب”.

وختم متوجهاً للشبات: “صحيح أن الأنترنت هو للمساعدة لكن علينا الإنتباه لأن الإنحراف سريع وسريع جداً، عليكم أن تتمسكوا بحياتكم الإجتماعية ولا تمضوا معظم أوقاتكم أمام الأنترنت”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير