نظّمت كليّة العلوم الدينيّة في جامعة القديس يوسف وبرعاية رئيس الجامعة الأب سليم دكّاش اليسوعي حلقة حوار بعنوان “الإعلام والأديان: واقع وتحدّيات” وذلك مساء الأربعاء ٢٢ أيار ٢٠١٣ في حرم العلوم الإنسانية.
وجاءت حلقة الحوار هذه في إطار الدبلوم الجامعي “الأديان والإعلام” في عامه الأوّل في الجامعة اليسوعيّة ليلبّيَ حاجة ملحّة في الكنيسة حول أهميّة التواصل الإعلامي وإتقان لغته وحسن استعماله إذ لا يقتصر الدور الإعلامي على نقل الخبر فقط بل عليه أن يساهم في تكوين الرأي العام وتوجيهه وخلق فرص تواصل وحوار بين الأفراد والشعوب.
وشارك في حلقة الحوار النائب مروان حماده والدكتور محمّد المشنوق والإعلاميّة هيام أبو شديد والإعلامية ماري-تريز كريدي بإدارة الأخت كاتيا الريّا من راهبات القلبين الأقدسين.
واستهلّ اللقاء رئيس الجامعة الأب سليم دكّاش بكلمة انطلق فيها من تجربته في العالم الإعلامي، في جريدة لسان الحال وشرحَ عن أهميّة هذا الدبلوم الجامعي وشكر عمل الدكتورة بتسا أستيفانو ومنسقة الدبلوم الأخت ريّا عملهما الدؤوب لتحويل الفكرة إلى مشروع.
وكان في كلمة مروان حمادة عتب على إعلام اليوم “الحرّ إلى حدّ الفوضى” والذي يقترب شيئًا فشيئًا من الإعلام الطائفي والمذهبي. وهو يعتبرُ أنّ الإعلام بات سلاحًا في خدمة القتال لا الوفاق وهذا أمر لا يحترمُ لا الإرشاد الرسولي بفصله الخامس ولا وثيقة الوفاق الوطني ولا الدستور اللبناني.
أمّا الدكتور محمد المشنوق فعبّر عن عدم تشجيعه لوجود إذاعات دينيّة بحيث أنّ البعض منها أوجد في سبيل التّحايل على القانون. كما شدّد أنّه وعلى سبيل المثال إن كان الإعلام في لبنان حرّا حقٌّا ويحترم الديانات كلّها فعلى المحطّات التلفزيونيّة نقل المناسبات الدينيّة من دون تحيّز لفئة معيّنة من الشعب.
وزادَ قائلًا إنّه في أيّامنا هذه يتمّ استخدام الدين في الوسائل الإعلاميّة كمدخل سياسيّ وذكر التضليل الديني الذي يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك فنرى مستخدميه ينشرون صورة دينيّة ويطلبون التعليق عليها والحصول على ١٠٠”لايك” (إعجاب) وتأخذ التعليقات منحى مقزّزًا.
أمّا مداخلة الإعلاميّة هيام أبو شديد فتمحورت حول تأثير الإعلام في المشاهد على مستوى العقل والعاطفة والغريزة والاستهلاك. ولفتت في مشاركتها أنّه لو كانت الوسائل الإعلاميّة مُتاحة أيّام المسيح لما كان وفّرها. وأضافت أنّ التبشير لا يشترط اللجوء إلى محطّات دينيّة فقط بل يكون ذا انتشار أوسع فيما تمّ بشفافيّة وإنسانيّة وأخلاقيّة عبر وسائل إعلاميّة علمانيّة.
وأتت في الختام مشاركة السيّدة ماري-تيريز كريدي مديرة البرامج في التيلي لوميير فتحدّثت عن التحديّات التي يُواجهها الإعلام الديني اليوم من ناحية المشاكل الماديّة والتمويل وملء ساعات البثّ وصناعة الخطاب الديني والنظرة الأحاديّة. وخلصت في النهاية بالتشديد على أهميّة تنشئة المكرّسين على الإعلام وتنشئة العلمانيّين على الدين لتكون الوسائل الإعلاميّة الدينيّة امتدادًا للأديان السماويّة.