بعد أن ظهرت العذراء مريم للقديس دومنيك ( عبد الأحد ) ، سنة 1213 ، وأوحت إليه صلاة السبحة الوردية ، عمل كثيراً على نشرها في الكنائس وبين الناس بكل إيمان وحماس وغيرة رسولية .
في سنة 1217 قام الاب دومنيك مع الاب دي لاروش ، وعملا معاً على تنسيق صلاة المسبحة ، وإغنائها بإدخال الاسرار إليها ، للتأمل بحياة يسوع وحياة مريم أمه ،
وسمّياها : ” بالمسبحة الوردية ” ، لإنها أشبه بباقة ورد نضعها بين يدي العذراء . فكانت كما وصلت إلينا ، مقسمة إلى ثلاثة أقسام : أسرارالفرح ، أسرار الحزن ، وأسرار المجد .
وكل قسم مقسّم بدوره إلى ما نسميه ” خمسة أبيات ” ، وكل بيت يتألف من عشر حبّات ، وكل حبة مخصصة لتلاوة الصلاة الملائكية : ” السلام عليك يا مريم ” .
أما تقسيم المسبحة الوردية إلى ثلاث أقسام ، كما أوحت السيدة العذراء ، فترمز إلى حياة يسوع المسيح وحياة امه العذراء مريم ، المشتركة معه بسرّي التجسّد والفداء ، قد مرت بثلاث مراحل وهي : الفرح والحزن والمجد .
وبين كل بيت وآخر ، يُضاف حبة كبيرة منفردة مخصّصة لتلاوة الصلاة الربية : ” أبانا الذي في السموات : التي تعود إلى عهد الرسل ، وقد حفظوها مباشرة من فم السيد المسيح .
وأضاف الابوان عبد الأحد و دي لاروش إلى المسبحة الصليب المقدس ، لأن كل مسيحي يبدأ نهاره وأعماله وصلاته بإشارة الصليب المقدس . وقرب الصليب ، حبة
مخصّصة لتلاوة قانون الإيمان النيقاوي ( نؤمن بإله واحد ) ، لأنها صلاة ” المؤمن ” إلزامية ، تُتلى قبل كل صلاة أو رتبة دينية .
وثم هناك ، الثلاث حبّات للتأمل بالصفات الثلاث التي تتمتّع بها العذراء دون سواها ، وهي : إبنة الآب ، أم الابن ، وعروسة الروح القدس .
وأخيراً الايقونة المثلثة الزوايا ، التي كانت تحملها العذراء في ظهورها للقديس عبد الأحد .