ألقى البابا فرنسيس، خلال مسيرة مهنة الإيمان للأساقفة الإيطاليّين ضمن إطار سنة الإيمان يوم الجمعة الواقع فيه 23 مايو في تمام الساعة السادسة مساءً في بازيليك الفاتيكان، كلمة تمحورت حول إنعاش مهنة الإيمان عبر إحياء كلمة “اتبعني” الواردة في إنجيل يوحنا، وذلك بحسب مقالٍ لزميلتنا هيلين جينبات.
وقام قداسته بتأمّلٍ، بعد كلمة ترحيبيّة لرئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال انجيلو بانياسكو وبعد إحتفال ليتورجية الكلمة، وقدّم دعاءً إلى العذراء مريم ووضع زهورًا أمام تمثال العذراء مريم وبخّر خلال تلاوة ترنيمة “السلام عليك أيّتها الملكة. وفي كلمته، أعرب البابا عن سعادته بلقاء أولئك الأساقفة للمرّة الأولى في البازيليك التي تحتفظ بضريح القديس بطرس، وشهادته للإيمان، وخدمته للحقيقة واستشهاده من أجل الإنجيل والكنيسة.
وذكّر قداسته بما قاله المسيح إلى بطرس سائلًا إيّاه “أتحبّني؟”، “هل أنت صديقي؟” (راجع يو21، 15) وأشار البابا إلى أنّ هذا السؤال موجّه أيضًا إلينا جميعًا ويجعلنا ندخل إلى أعماق ذاتنا وإلى أنّ عمل كلّ خدمة كهنوتيّة وكنسيّة هو رعاية خراف المسيح وكنيسته والطاعة والإنحناء. وما يميّز هذه الخدمة هو الإقتراب من الرّب وجعله في كلّ عملٍ والإستجابة إلى طلب يسوع المسيح فنحن مدعوون إلى أن نمثّل عمل الرب القائم من الموت وتشكيل جماعة تجمعها المحبّة الأخويّة. وأضاف أنّه لا يجب على راعي الأبرشيّة أن يهتمّ بالفوائد الماديّة بل أن يمشي على خطا القديس بطرس الذي واجه نكر الرب والإساءة إلى قداسة أمّنا، وأن نتبع القول التالي: “فاسهروا على أنفسكُم وعلى الرَّعيَّة التي أقامَكم الروح القُدُسُ فيها أساقِفَةً لِتَرعَوا كنيسةَ اللهِ التي اكتسَبَها بدَمِهِ”(راجع أعمال 20،28).
وتوجّه إلى إخوته الحاضرين بالقول أن سؤال يسوع المحزن يجعلنا نتألّم، ونحزن، ونشعر بالإحباط والشك ومن يستفيد من معاناتنا وإحباطنا هو عدوّنا الشيطان فيسوع، الراعي الصالح، لا يستسلم للندم بفضل حنان أبيه الذي يعزّيه، ويوكّله الرب بمهمّة جديدة وأرسله لإتمام رسالته. وذكر قداسته بما قاله بطرس إلى الرب بتواضعٍ “يا ربُّ، أنتَ تعرفُ كلَّ شيءٍ، وتعرفُ أنِّي أحبٌّكَ” (يو21،17). وفي رسالته الأولى يحثّنا على رعي رعيّة الله وأن نكون قدوةً للرعيّة لننال إكليل المجد.
هذا وتابع بأنّ الرعاة عليهم إتمام مسؤوليّة الرّعاية وأن نؤمن بالنعمة والقوّة التي يمنحنا إيّاها الرّب والتخلّص من أعباء الحياة التي تعيق المبادرة الرسوليّة وأن نستعدّ للمشي بين قطيع الرب ووراءه ونتمكّن من الإستماع إلى معاناة الآخرين ومساندتهم فنحن نقوى في مشاركة إيماننا مع المتواضعين، إذًا فلنبتعد عن الأنانيّة والتكبر.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالإشارة إلى أنّ تجديد اعتراف الإيمان ليس عملًا شكليًّا وعندما نتبع المسيح، نحن نسلّمه كلّ أمورنا. وشكر، من صميم قلبه، كل واحدٍ على خدمته ووضعهم تحت حماية سيّدتنا العذراء مريم، وتلا صلاةً قدّمها إلى سيدّتنا طالبًا إيّاها مساعدة الرعاة على التوحّد والتعاون من أجل كنيسة متواضعة وليكونوا شعب الله.