في ختام زيارة رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري الى مدينة زحلة ، عقد لقاءً صحافيا ً في مطرانية سيدة النجاة شرح فيه اهداف زيارته.
في بداية اللقاء كانت كلمة للمطران درويش شكر فيها للكاردينال ساندري تلبية الدعوة لزيارة مدينة زحلة وقال ” زيارة الكاردينال ساندري كانت مدعاة فرح لكل أبناء الأبرشية ، فقد حمل الينا بركة قداسة البابا فرنسيس، وصلّينا معه من أجل السلام في لبنان وفي سوريا وفي الشرق. أبرشيتنا التي هي دائماً منفتحة على الجميع وتحب الجميع، تؤكد اليوم مرة جديدة أن تاريخها كان وما يزال واضحاً وناصعاً في المصالحة بين الجميع وفي الوحدة بين كل أبناء الوطن. نأمل أن تعطي زيارة نيافته دفعاً جديداً لنكمل هذه الرسالة في المستقبل”
وكانت كلمة للكاردينال ساندري قال فيها ” أنا مسرور جداً لوجودي بينكم في زحلة لأول مرة. فقدت زرت لبنان سابقاً وكنت برفقة البابا بندكتوس السادس عشر في زيارته الأخيرة للبنان في شهر ايلول 2012. واليوم هي المرة الأولى التي أزور فيها مدينة زحلة بدعوة كريمة من سيادة المطران عصام يوحنا درويش. لقد تأثرت كثيراً عندما عرفت مقدار محبة وتكريم وتعبّد اهل المدينة والمنطقة لمريم العذراء.
إن وجود سيدة زحلة على التلة هي بمثابة منارة للجميع، مسيحيين ومسلمين.
لقد صلّينا من أجل السلام في سوريا، وصلينا بشكل خاص من أجل المتألمين ، من أجل وقف الإتجار بالسلاح والمخدرات، من أجل وقف كل محاولات فرض الرأي بالقوة والعنف، من أجل معاناة الأبرياء من النساء والأولاد.”
وتابع ” سررت جداً خلال وجودي في المطرانية بلقاء بعض العائلات السورية النازحة الى المدينة ، فقد وجدوا لدى اهل زحلة السلام والصفاء والإستقبال الجيد، فشعروا انهم في منازلهم وبين اهلهم. لقد نقلت اليهم تحيات وصلوات قداسة البابا فرنسيس المهتم جداً بالوضع في سوريا ، وقلت لهم انه ليديهم اخوة هنا يمكنهم مساعدتهم، وهم يفعلون ما يستطيعون من خلال مؤسسات المطرانية أو من خلال كاريتاس لبنان، من أجل مساعدتكم على تحمل هذا الوضع المؤسفالذي نجم عنه تعرض الكثيرين للتهجير والإبتعاد القسري عن ممتلكاتهم ومنازلهم، وهم اليوم مرحب بهم لدى أخوة مسيحيين.”
وأضاف ساندري ” بالنسبة لي هذا اللقاء هو لقاء محبة وإحسان تحت حماية سيدة زحلة والبقاع، واتمنى انطلاقاً من زحلة ، أن تعم ابتسامة مريم العذراء على لبنان وكل دول الشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق وكل البلدان التي تعاني، وأن تشملها لمسة حنانها ووجهها المملوء بالمحبة والسلام، وأن تعزي قلوب الحزانى. نصلي بشدة من أجل السلام في هذه المنطقة، من اجل الإزدهار والمصالحة”
وتوجه ساندري بالشكر الى الإعلاميين الذين رافقوه في زيارته، ودعاهم ليكونوا صنّاع سلام في المنطقة، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الإعلام، ومهمته ليست فقط نقل الأخبار كما هي بالرغم مما تسببه من آلام، بل مهمته دعوة الجميع الى الإنخراط في عملية السلام من أجل مستقبل لبنان وسوريا والمنطقة بأسرها”
وسئل ساندري عن وضع المسيحيين في الشرق الاوسط، والشكوى من معاملتهم اقليات، فقال: “نحن نحظى بالتقدير، لان الجميع يدافعون عن حقوق الانسان والحرية الدينية ايضا لمن هم اقليات. واتحدث خصوصاً عن الكاثوليك لانها كنيستي، هم افضل المواطنين في بلدانهم، يحبون اوطانهم ويجب ان يعاملوا كمواطنين من الدرجة نفسها كالآخرين الذي يشكلون الاكثرية. انه منطق مثير للسخرية، ان اقوم بكل ما اريد لانني اكثرية من دون ان اهتم للاقليات”.