تواجه العديد من النساء مشكلة العقم والبعض منهن يعشنها وكأنها حداد. ولكن شرحت الاختصاصية الإيطالية بينيديتا فوا، المتخصصة بالأمراض ما بعض الإجهاض، خلال إجابتها عن بعض الأسئلة بأنه توجد عدة طرق لمواجهة المسألة.
السؤال الأول الذي أجابت عنه الاختصاصية كان حول الفرق بين العقم وعدم الخصوبة؟ فقالت أن العقم هو انعدام إمكانية الحمل أما عدم الخصوبة فهو عدم القدرة على المحافظة على الجنين أي إتمام عملية حمل سليمة، أي الفرق شاسع بين زوجين لا يستطيعان الإنجاب وبين امرأة تحمل ولكنها تفقد الجنين. وأشارت الاختصاصية الى مفاهيم أطلقتها منظمة الصحة العالمية حول هذا الموضوع فقالت أن العقم الأولي هو عبارة عن غياب الحمل بعد 24 شهر من العلاقة الجنسية المنتظمة، والعقم الثانوي هو عدم المقدرة على الحمل بعد 12 شهرًا من الممارسة الجنسية المنتظمية بعيد حمل سابق. أما عدم الخصوبة فهو وضع امرأة تنجح بأن تحمل ولكنها لا تستطيع أن تصمد في حملها ليكتمل، وهنا قد تكون الأسباب عضوية كما يمكنها أيضًا أن تكون نفسية.
وحين سئلت فوا عما يعنيه واقع عدم إنجاب الأطفال للمرأة قالت بأن مشكلة العقم لطالما وجدت، ولطالما عاشتها النساء بعار كنوع من العقاب. وأضافت بأننا نجد ذلك في الأساطير كما في الكتاب المقدس حيث يعتبر العقم كعقاب إلهي، فالعهد القديم يتحدث عن العديد من النساء اللواتي يواجهن العقم فيتضرعن ويصلين للسماء، وفي العهد الجديد نجد أليصابات نسيبة مريم التي تحمل على الرغم من تقدمها في السن، فاختبأت لتخفي حملها لأنها كانت تخجل من أن تصبح أما في سن متقدمة. أما اليوم فالرغبة بالإنجاب تخضع لضغوطات اجتماعية وعادة إن المرأة هي التي تعاني أكثر إن لم تحمل لأنها تعيش الأمومة بجوانبها النفسية والجسدية. الرغبة بالإنجاب تعد وكأنها حاجة لذلك نرى الإقبال الكبير اليوم على الإخصاب بالأنابيب.
الى جانب ذلك أجابت الاختصاصية عن مدى تأثير حالة العقم على الصعيد النفسي والعلاقات الشخصية والاجتماعية للزوجين بالقول أن الاضطراب الزوجي الذي يرافق حالة العقم يتم التعبير عنه بطرق مختلفة حسب شخصية الزوجين، فبعض النساء يعتبرن العقم فشل فيفقدن بذلك احترام ذاتهن، وإذا كانت المرأة تجد هويتها بالأمومة فقط فستعيش وضعًا نفسيًّا مؤلمًا. يعاني الرجل أيضًا من عدم القدرة على أن يكون أبًا ولكنه يواجه ذلك بطريقة أخرى، فعلى سبيل المثال يمكنه أن يشغل نفسه كثيرًا فيتكلم أقل مع شريكته. كما أضافت أن كل شخص يتلقى خبر العقم بطريقة مختلفة فقد يعبر عنه بالغضب، بالعار، بالشعور بالذنب حتى يمكن لبعض الأزواج أن يفترقا بسببه، واستعانت بمقولة لعالم الاجتماع ألبيروني الذي يصف الإنجاب وكأنه شيء يميز الزوجين، وغالبًا ما ينجبان كي يملأ الطفل الفراغ بينهما أي بمعنى آخر إن لم ينجبا طفلا لا تستمر علاقتهما.
ناقشت الطبيبة أيضًا ردًّا منها على سؤال حول إمكانية الحمل بعد إجهاض طوعي موضوع الخصوبة وقالت أنه استنادًا الى بعض الدراسات فإن الحمل السليم قد يصعب بعد إجهاض طوعي فقد يتحول كل حمل الى اجهاض. إن الأسباب عديدة: العضوية والنفسية. فيمكن أن يكون الرحم قد تضرر أثناء الإجهاض فلا تستطيع المرأة أن تحافظ على الجنين في الحمل الثاني.
أما السؤال الأخير فكان حول العقم الثانوي وقالت الاختصاصية أن دور الطبيب النفسي مهم جدًّا في هذه الحالة فهو يساعد على مواجهة الموضوع بشكل أفضل. فيمكن أن يكون العقم الثانوي نتيجة علاقة الأم مع ابنتها فقد يؤدي بهذه الأخيرة الى أن تجد أن الحمل شيء سيء، وفي هذا الإطار يساعد الطبيب النفسي الزوجين بإعطائهما تمارين متخصصة تساعدهما على تخطي هذه المرحلة.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية