تلا القداس والتطواف حفل وداع على شرف البطريرك في مقر رئاسة الاساقفة تخلله كلمة للكاردينال نيتش اعتبر فيها “ان زيارة البطريرك عممت معرفتنا بالشرق ولبنان الذي كنا نجهل تفاصيل نسيجه الاجتماعي ووضع المسيحيين فيه لافتًا الى ان محاضرة الكاردينال الراعي امس كانت مهمة وشهدت حضورًا واسعًا سياسيًا وكنسيًا، كما كان لكلمة البطريرك اليوم في التطواف وقع مميز على سامعيها ونأسف لاختصار هذه الزيارة بسبب اضطرار الكردينال الراعي الى العودة سريعًا الى لبنان بسبب دقّة الاوضاع فيه ونتطلّع الى زيارة ثانية نأملها غير بعيدة”.
ردّ البطريرك بكلمة شكر شدد فيها على روابط الصداقة بين الكنيسة في لبنان والكنيسة في بولندا، “فهذه الزيارة عزّزت هذه الروابط وهذا ما لمسناه من خلال لقاءاتنا في بولندا، والعناية الالهية ساعدتنا في ذلك. فاللبنانيون يحملون مشاعر الاحترام والمحبة للشعب البولندي الشجاع الذي يواجه الاساءة بجرأة ورجاء. وقمة هذه العناية الالهية تجسدت في انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني البولندي الذي أحب لبنان كثيرًا كحبه لبلده وما فعله لأجل لبنان لم يسبقه اليه أحد اذ خصّه بسينودس وارشاد رسولي لقي ترحيبًا لدى المسلمين كما المسيحيين. هذا البابا الكبير عبّد الطريق امامنا لنتابع الشهادة لايماننا بلبنان وهو خلال تولّيه السدة الباباوية أعلن عددًا كبيرًا من قدّيسي لبنان: شربل، رفقا، نعمة الله، يعقوب. وبفضله تشوّق الكثير من اللبنانيين الى زيارة بولندا. لقد استعدت هذه الذكريات للقول اننا نسير على خطاه. نحن مسرورون بزيارتنا اليوم لبولندا ولكون الكاردينال نيتش على رأس أبرشية وارسو وتعلمون مشاعر المحبة والصداقة التي نكنها لكم وللكاردينال دجيفيش امين سر البابا يوحنا بولس الثاني سابقًا، وسنعود الى لبنان بعد هذه الزيارة حاملين غنى ما سمعناه ورأيناه آملين زيارتكم للبنان قريبًا.
بعد الظهر زار غبطته برفقة الكردينال نيتش ضريح الطوباوي الشهيد الاب بوبيوشيسكو الذي قتل عام 1984 على يد النظام السابق، بسبب ايمانه المسيحي ومجاهرته بالحقيقة، ومطالبته بحرية الشعب البولندي وبالديمقراطية التي ترجمها باقامة الصلوات العلنية والاحتفالات الليتورجية في الاماكن العامة وتجاوب الشعب بكثافة مع دعواته الى الصلاة ورسالته.