زيارة البطريرك الراعي الى بولندا – الخميس 30 ايار 2013

احتفل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الخميس 30 ايار 2013، بقداس عيد القربان في العاصمة البولندية وارسو، وهو عيد كنسي ووطني كبير في البلاد رافعًا الصلاة على نية السلام في لبنان والشرق الاوسط، وذلك الى جانب الكردينال كازمير نيتش ومشاركة لفيف من الاساقفة والكهنة. شهد القداس الاحتفالي حضور عشرات الآلاف من المؤمنين اتوا من مختلف انحاء وارسو وضواحيها ليسجدوا للقربان المقدس في اجواء ايمانية مهيبة. وبعد القداس شارك غبطته في التطواف السنوي في شوارع العاصمة التي اكتظت بالمؤمنين والاطفال الذين نثروا الورود امام القربان المقدس. في نهاية التطواف وفي ساحة الجندي المجهول وسط العاصمة كانت للبطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن سر الافخارستيا والتجسّد وعن صلب يسوع المسيح وموته وقيامته لخلاصنا، كل ذلك بدافع محبته للبشر حتى الموت، هذه المحبة التي أوصانا ان نعيشها لبعضنا. يسوع المسيح افتدانا ومات عن خطايانا ليشركنا معه في القيامة والحياة الجديدة. تحتفل الكنيسة بعيد القربان بقداس وتطواف، في تقليد دائم يشهد لايماننا بتجسد الاله. وفي العشاء السرّي كرّس المسيح سرّ الافخارستيا وقال: “اصنعوا هذا لذكري…” ونحن اليوم نسجد أمام القربان المقدس سرّ الايمان ورمز الوحدة والمحبة. ففي سرّ الافخارستيا كل كنوز الكنيسة، وله نقدم تضحياتنا واعمالنا الطيبة وافراحنا. هو سر الحياة الأبدية ووحدتنا مع يسوع ورسالتنا لتحقيق مشيئة ربنا في حياتنا اليومية مع الفقراء والمرضى. ونحن مدعوون لتحقيق الوحدة بين المسيحيين في عائلاتنا ومجتمعنا. نصلي في هذه المناسبة على نية السلام في لبنان والشرق الأوسط والعالم. القربان المقدس يوحّدنا مع الكنيسة ويقوينا كما اعطى القوة للطوباوي يوحنا بولس الثاني ولكل القديسين والشهداء .

Share this Entry

تلا القداس والتطواف حفل وداع على شرف البطريرك في مقر رئاسة الاساقفة تخلله كلمة للكاردينال نيتش اعتبر فيها “ان زيارة البطريرك عممت معرفتنا بالشرق ولبنان الذي كنا نجهل تفاصيل نسيجه الاجتماعي ووضع المسيحيين فيه لافتًا الى ان محاضرة الكاردينال الراعي امس كانت مهمة وشهدت حضورًا واسعًا سياسيًا وكنسيًا، كما كان لكلمة البطريرك اليوم في التطواف وقع مميز على سامعيها ونأسف لاختصار هذه الزيارة بسبب اضطرار الكردينال الراعي الى العودة سريعًا الى لبنان بسبب دقّة الاوضاع فيه ونتطلّع الى زيارة ثانية نأملها غير بعيدة”.

ردّ البطريرك بكلمة شكر شدد فيها على روابط الصداقة بين الكنيسة في لبنان والكنيسة في بولندا، “فهذه الزيارة عزّزت هذه الروابط وهذا ما لمسناه من خلال لقاءاتنا في بولندا، والعناية الالهية ساعدتنا في ذلك. فاللبنانيون يحملون مشاعر الاحترام والمحبة للشعب البولندي الشجاع الذي يواجه الاساءة بجرأة ورجاء. وقمة هذه العناية الالهية تجسدت في انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني البولندي الذي أحب لبنان كثيرًا كحبه لبلده وما فعله لأجل لبنان لم يسبقه اليه أحد اذ خصّه بسينودس وارشاد رسولي لقي ترحيبًا لدى المسلمين كما المسيحيين. هذا البابا الكبير عبّد الطريق امامنا لنتابع الشهادة لايماننا بلبنان وهو خلال تولّيه السدة الباباوية أعلن عددًا كبيرًا من قدّيسي لبنان: شربل، رفقا، نعمة الله، يعقوب. وبفضله تشوّق الكثير من اللبنانيين الى زيارة بولندا. لقد استعدت هذه الذكريات للقول اننا نسير على خطاه. نحن مسرورون بزيارتنا اليوم لبولندا ولكون الكاردينال نيتش على رأس أبرشية وارسو وتعلمون مشاعر المحبة والصداقة التي نكنها لكم وللكاردينال دجيفيش امين سر البابا يوحنا بولس الثاني سابقًا، وسنعود الى لبنان بعد هذه الزيارة حاملين غنى ما سمعناه ورأيناه آملين زيارتكم للبنان قريبًا. 

بعد الظهر زار غبطته برفقة الكردينال نيتش ضريح الطوباوي الشهيد الاب بوبيوشيسكو الذي قتل عام 1984 على يد النظام السابق، بسبب ايمانه المسيحي ومجاهرته بالحقيقة، ومطالبته بحرية الشعب البولندي وبالديمقراطية التي ترجمها باقامة الصلوات العلنية والاحتفالات الليتورجية في الاماكن العامة وتجاوب الشعب بكثافة مع دعواته الى الصلاة ورسالته.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير